بقلم: رفاه السعد
ازمة حقيقية تعصف بواقع التعليم في العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الان مستوى التعليم في تدني غير مسبوق جعل من العراق ان يصل إلى ادنى مستوى في ترتيب الدول من ناحية جودة التعليم.
العراق الذي كان وجهة طالبي العلم والمعرفة ومنارة العلم يعاني من الاهمال الحكومي وتردي التدريس، في عام ٢٠١٩ولا تزال هناك مدارس من الطين وطلاب يفترشون الارض لطلب العلم وجدران مدمرة قد تسقط في اي لحظة على التلاميذ فيما اصبحت مدارس اخرى مكب للنفايات وبعضها اصبحت مأوى للنازحين.فيما شهدت بعض المدارس اكتضاضا للطلبة بسبب النقص في المدارس ونقص الطاقم التدريسس ايضا.
ناهيك عن فضيحة تسريب اسئلة الامتحانات وفضيحة اخرى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ضرب المعلمين والمعلمات للطلاب .فضائح تلو الأخرى اخرها كانت في محافظة البصرة وهو الاعتداء من قبل متنفذين في الدولة على بعض الكوادر التدريسية.
التراجع الكبير واللافت في مستوى التعليم في العراق كشف عنه مؤشر ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﻓﻮﺱ ﻟﻌﺎﻡ 2015 – 2016 ، والذي أكد أن العراق خارج التصنيف الدولي من حيث جودة التعليم ، معتبرا أنه بلا تعليم أصلا ، لأنه ﻻ يتوﻓﺮ فيه ﺃﺑﺴﻂ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮﺩة ﻓﻰ هذا المجال نتيجة الإهمال الحكومي.
ورغم التخصيصات المالية الكبيرة الا ان الاهمال الحكومي بدى واضحا حتى على مدارس العاصمة بغداد والتي يكابد طلبتها المشاق من أجل استكمال دراستهم.
وفي دراسة نشرت في احد المواقع العراقية المحلية اشارت الى ان عدد التلاميذ الذين سُجّلوا في الصف الاول الابتدائي
عام ٢٠٠٥ في العراق بلغ مليون طالب وصل منهم الى الصف السادس الاعدادي وشارك في امتحانات عام ٢٠١٧ نحو ٣٠٠ الف طالب فقط …
وهذا يعني أن العراق خسر ٧٠٠ ألف طالب خلال الطريق الدراسي بين الإبتدائية والثانوية وبطريقة أخرى أن العراق خسر ما نسبته ٧٠٪ من طلابه الذين كان المفروض بهم الوصول للجامعات .
وحسب إحصائية وزارة التربية والتعليم ، أن الطلبة الذين شاركوا بالإمتحانات الوزارية (البكالوريا) عام ٢٠١٧ لم ينجح منهم سوى ٢٨،٤٪..
وهذا يعني أن فقط ٨٤ ألف طالب قد عبروا مرحلة السادس الإعدادي من مجموع المليون طالب الذين تم تسجيلهم في المدارس عام ٢٠٠٥ …. وهذا يعني أن ٩١٦ الف طالب وطالبة لم يصلوا او يعبروا مرحلة السادس الإعدادي .
في حين تشير مصادر من وزارة التربية إلى ان هناك اكثر من ٢٤ مليار دولار تم صرفها على قطاع التربية في عهد وزراء التربية كل من فلاح السوداني، خضير الخزاعي ، محمد تميم ، محمد إقبال الصيدلي..إهمال واضح تتحمل مسؤوليته الحكومات المتعاقبة التي تتأمل نشأة جيل متعلم لم تقدم له حتى مقاعد الدراسة.!