بقلم: سونيا الحداد
ولد النور هللويا… افرحي ايتها السماء!
ولدت المحبة هللويا… احتفلي ايتها الأرض!
ولدت البراءة فرحا يتلألئ في عيون الأطفال منبعا لسناه!
ولد المخلص في قلوب الكبار شعلة يهتدون بها ساعة الشدة واستفحال الشر والتجارب!
اهلا بك ايها النورالساطع على درب الحق والحياة، يا من هديت المجوس الى مزودك المتواضع لتحل ملكا في مزود القلوب الطيبة البريئة تملئها بعطرك، عطر المحبة ثم المحبة ثم المحبة. شلال من حنان الآب الالهي يتدفق في أعماق الروح يعانقها عناق الأب لولده فاتحا لها ابواب ملكوت السموات، هذا الملكوت الذي نولد ونحيا به ومنه ثم نغادره لنقرع بعدها منازل الآب العديدة. هذا الملكوت الذي يحيط بنا ونتوسطه بينما نحن نتلهّى بالبحث عنه في مدارات الكون اللآنهائية، وحدها عيون الأطفال تراه. ما علينا سوى أن نتوقف ونتمعّن في هذه العيون كي نلحظ بصيصا من سناه.
ولادة النور مناسبة نحتفل بها كل سنة لنجدد ولآدة هذا الطفل في أعماقنا نتمكن من بعدها تخطي كل التحديات التي يمكن لروحنا المرور بها. هذا الطفل الذي ينادينا من أعمق أعماقنا ليذكرنا بأننا نولد على هذه الدنيا من أجل مهمة واحدة وأخيرة لآ غير، الا وهي تعلم المحبة وكيفية ممارستها، لأنها سِمة الأله، وكم من تجارب تمر بها النفس البشرية قبل التوحد به ومعه. أنها مهمة ليست بالسهلة ولكنه أعطانا المثل في سيرته الجبارة القصيرة قبل انصهاره الكلي. رسم لنا طريقا من نور نتبعه كما يتبع الطفل فراشات الحقول وتحليق الطيوروهو بشغفه مغمور. علمنا كيف نحافظ على براءة الوجود بعيدا عن (ما لقيصر) والأرتقاء الى عالمه، عالم النور الغير محجوب… فأهلا بك ايها النور!
• أهلا بك تهدي السلام والأمل لمن لآ سلام له ولآ أمل
• .أهلا بك تطعم من لآ خبز له
• تواسي من لآ عزاء له
• تصافح من لآ يصافحه أحد
• تسامح من تحت الرّجم وقع
• تصفح الى من لآ يُصفح لهم
• تواسي المظلوم في سجنه
• تعيد البصر الى من لآ بصر له
• تعيد الحياة الى من في القبر ركد
• تعيد الرشد الى من بالحزن التبس
• تمد يد الرحمة الى فاقدها
• تسقي الماء الى من بالعطش اكتوى
• تنقذ نا من سعير الحياة بالأمل
• تنتصر على الموت ملكا الى الأبد
أهلا بك ايها الطفل الملك الذي لآ تقوى عليه ابواب الجحيم أبدا، كيف لها وهو الأزل، وهل يخفى عطره؟ … هللويا، هللويا، افرحي ايتها الحياة، افرحي ايتها النفس، ولد المسيح المنتظر…. هللويا!