شعر: خالد بنيصغي
اشتقت إلى كرامتي فهل تسمعون مناجاتي؟
متى أُصَلِّي في الأقصى ركعاتي ..؟
متى يتحرر القدس وأكمل عباداتي ..؟
متى أبتهل بنصر المسلم في صلواتي ..؟
متى أفهم أنها تاهت عني كلُّ غاياتي ..؟
متى أدرك أنها أغرقتني في القعْر نزواتي ..؟
وأستجيب للتاريخ الذي يأوي غضَباتي ..؟
متى أعي أن « الريال والبارصا» من تُرَّهَاتي ..؟
متى أتوب من غفلتي وأنفض غبار سُباتي ..؟
متى أنهي عهد الفراغ العربي بغلق قنواتي ..؟
وأدرك أنهم تخلوْا منذ زمان عن حمايتي ..؟
وتلذذوا بغبائي وجهلي وصفقوا لرقصاتي ..
بينما الإسلام أوصاني ولم أُبَلِّغ رسالاتي ..
لم أعمد إلى الحزم ولم أرَ يوما صرامتي ..
خشيت « بُعْبُعَ» الغرب أن يسرقَ وسادتي ..
ويخطف أحلامي ونومي العميق وخليلاتي ..
صانكِ اللهُ يا أوطاني أحسنتِ رعايتي ..؟
فقد زرعتِ الرعب في قلبي وكل جنباتي ..
و «نصحتِني» بل وأخلصتُ لكل قناعاتي ..
أن أحذر الغرب لأضمن « الخبز» وسقايتي ..
وأضمن الهواء والشمس و «شمَّ» نسماتي ..؟
وأضمن السير في « وطني» وتستمرّ خطواتي ..
وأنا لا أدري حلاًّ راهناً للعُرْب أو لكل أزماتي ..
لكني اشتقت كرامتي فهل تسمعون صُراخاتي ..؟
أنا عربي .. وإن زادت قوة أعدائي ..
فإن مرضْتُ اليوم أتجرَّعُ مُرّ دوائي ..
فغداً تشرق شمسي وتصفو أجوائي ..
غداً أُسْمِعكَ صوتي وتَبْلُغك آرائي ..
مُعافى .. تَخَلَّصَتْ من جُبْنِكَ أحشائي ..
فلا أنسى تاريخي وأمجادي وأسمائي ..
ولا أنسى أبدا «مُقَدَّساتي» وأصدقائي ..