بقلم: خالد بنيصغي
قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية التابعة لمراكش، الأربعاء 10 فبراير 2016 ، بعدم قبول الدعوى التي تقدمت بها الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن ضد نبيل عيوش، مخرج فيلم “الزين لي فيك”، والممثلة لبنى أبيضار، لخلل شكلي، يتمثل في كونها ليست ذات نفع عام وفق ما ينص عليه الفصل الثاني من ظهير 2002.
وبناء على ما سبق، خلصت هيئة الحكم إلى أن الدعوى لا يمكن أن تثار أمام المحكمة بناء على الفصل 350 من القانون الجنائي – انتهى الخبر –
هذا الخبر المر أكيد سيعري ما تبقى من شرف القضاء المغربي الذي سقط في حزمة من التناقضات والتي سيتمخض عنها العديد من الإشكالات والمطبات مستقبلا ، ولأننا سبق وأن أشرنا إلى هذا الموضوع سلفاً في أحد أعداد جريدتنا الغراء ” الرسالة ” فسنحاول أن نلخص ما ترتب عن هذا القرار في النقط التالية :
1 – فقدان المغاربة ثقتهم – باعتبارهم مسلمين – في القضاء المغربي على أنه سيحمي دينهم الإسلام من الزنادقة و الفساق وأصحاب القلوب المريضة ….
2 – فتح المجال أمام الفن الرخيص والفنانين الفساق والمرضى نفسيا وعقليا بتمرير أفكارهم المسمومة والمشبوهة للمغاربة بشكل عادي وبدون أي رادع ديني أو قانوني أو قضائي …
3 – كبح الحقوق الفردية والجماعية للمغاربة باعتبار أن الاستنكار كان فرديا من خلال استنكار أغلب العرب والمسلمين لهذا الفيلم الإباحي ، وآخرهم الإخوة في تونس الشقيقة من خلال مهرجان قرطاج ، حيث عبروا عن إحساسهم بالندم على مشاهدة بعض من لقطات هذا الفيلم المشبوه ، نعم شاهدوا البعض منه فقط لأنهم لم يستطيعوا إكماله ، وهذا أمر طبيعي في النفوس النقية والسوية ، وجماعيا من خلال رفع دعوى قضائية من لدن الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن ، والتي صدمها القضاء المغربي اليوم كما صدمنا جميعا …
4 – وكأن القضاء المغربي يقر بأنه فعلا تكون صفات المرأة المغربية بهذه الدناءة ، وبهذا الانحطاط ، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم للمرأة المغربية الفاضلة والعفيفة والشريفة بالاعتذار نيابة عن القضاء المغربي الذي لم يستطع أن يحمي شرفها بما يستوجب من صرامة ومتانة وعزة ….
5 – الإحساس بالمرارة وكأن المدعوان الممثلة ” لبنى أبيضار ” والمخرج ” نبيل عيوش ” قد انتصرا على القضاء المغربي ، ولم يبق إلا الاحتفال بهما ورفعهما على الأكتاف ؟؟؟
6 – الإحساس بأن هناك قوة خبيثة تحرك المغرب من الخفاء وتعبث به كما تشاء بضغوطاتها ، مما يحيل إلى الإحساس بضعف مكونات الدولة ، وما أصعب أن تشعر أن وطنك ضعيف جدا .. أمر فظيع جدا .. لكن مهما كان وقع صدمة القضاء المغربي في نفوسنا فإن حفنة من الشرفاء المغاربة تستطيع أن تحمي إسلامها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وتستطيع كذلك أن تحب هذا الوطن وتفديه بالنفس والنفيس وتمنحه الصورة المثالية التي يستحقها ولو وصل الأمر إلى أن نجزم أن سلام على القضاء المغربي ؟؟ .