بقلم: نعمة الله رياض
ضحك في وجهها وهي تجلس أمامه تراقبه وهو يتناول طعام الإفطار ببطئ ، بادلته الضحك وهي تشجعة علي الإنتهاء من الطعام للذهاب للمدرسة .
باسم النجار ذو التسعة عشر عاما ، إبن المحاسب المعروف سعد النجار ، والساكن في حي جاردن سيتي الراقي بالقاهرة ، ووالدته نادية البحيري سيدة المجتمع المرموقة . نزل باسم مع والدتة في طريقة للمدرسة ، طويل القامة، قوي البنية ،جميل الطلعة ، أنيق الملبس ، فتح لهما السائق أبواب السيارة الفارهة، في طريقهما للمدرسة بمصر الجديدة ، لا تكف أمة عن النظر اليه ماسكة يدة بحنان بالغ .
علي الباب إستقبلته راهبة من راهبات المدرسة ببشاشة وود ، وقف باسم مع زملائه في طابور الصباح وأدي معهم التمرينات الرياضية البسيطة بإشراف مدرب الألعاب ، ثم دخل مع زملائه حجرة الدراسة ، رحبت بهم مدرسة الفصل ، ضحك لها باسم … المواد الدراسية ليست كيمياء أو فيزياء أو حتي لغة عربية ولكنها دروس مهارات يدوية وتعلم نطق وفهم الكلمات البسيطة ، فالمدرسة للطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة ….
إنتهي اليوم الدراسي وخرج حيث تنتظره أمة بالسيارة ، جلس بجانب أمه بالسيارة أمسكت يدة … باسم ووحيدي يحبها ويحب اباة ومعلمتة ولكن بطريقته الخاصة، هم كل عالمه الصغير ولكن لن يحب فتاة ليتزوجها ولن يرزق بأولاد تحنو عليهم وتلاعبهم ، ولا يكره أحدا ، كما إن الله انعم عليه الا يتألم نفسيا لواقعة المحزن .
يا حبيبي قوللي آخرة جرحي ايه …
قلبي مجروح من زمان واحترت فيه
والطبيب شافني بكي بدمع عنيه …
قاللي جرحك ده مانيش قادر عليه
يا حبيـــبي وأعمل ايـــه…
أعمل ايــــــة
صرخت في السائق ليغلق راديو السيارة الذي يذيع الأغنية …
وصل باسم إلي منزله ونزل من السيارة شاهدة شباب الحي الساكنين بجواره ، أطلقوا عليه إسم (داستن هوفمان) تندرا فيما بينهم ، وصل داستن هوفمان يا رجالة ، آسـر قلوب فتيات الحي يا شباب ههه ههة ههة !! يقصدون بطل فيلم رجل المطر والذي أدي فية شخصية المصاب بالتوحد ولكنة بارع في الأرقام ، حتي إن أخوه كسب من ورائه آلاف الدولارات في صالات القمار بلاس فيجاس، ولكن باسمنا المسكين للأسف لا يستطيع حل حتي أبسط المسائل الحسابيه …
لماذا يسمح الله بهذا، أستغفر الله، فالله في خلقه أحكام وشئون ….
ضحك في وجه أمه وهي جالسة أمامه لتناول طعام العشاء، ضحكت في وجهه…. لكنه ضحك كالبكاء …