بقلم: يوسف زمكحل
بعض الناس لا يريدون رفع عيونهم وأياديهم عن مصر فهم يروا أن كل شئ في مصر يدعو للتشاؤم وأن مصر لن تخرج أبداً من أزماتها وأن لا أمل فيها رغم أن الصورة واضحة حتى للكفيف الذي لا يري وهي توضح كم المؤامرات التي تحاك على مصر وتبين أعداء مصر الكُثر في الداخل قبل الخارج . هؤلاء الناس لا يرون الصورة كاملة فقد أصابهم العمى الحيثي فعلا فأعماهم عن رؤية ما جرى للعراق التي أصبحت أرضاً للإنفجارات تسيل عليها الدماء كل يوم وهم لا يرون ما أصاب اليمن السعيد الذي بات اليوم اليمن التعيس ولايرون سوريا الجميلة التي اصبحت مرتعاً لكل إرهابيين العالم يدمرونها شعباً وبنياناً وتاريخاً وحضارة بحجة إسقاط رئيسها بشار الأسد والمضحك المبكي أنهم يحاولوا إقناعنا بأن المعارضة المسلحة التي تحارب جيش بلادها هى التى يجب أن تمسك بزمام الحكم حتى تصبح سوريا قلعة للديمقراطية وحقوق الإنسان وهم أول من أضاعوا على شعب بلادهم حق العيش في سلام داخل بلادهم لا يموتون غرقى في البحر أو يكونوا لاجئين في شتى بقاع الأرض ، المعارضة المسلحة التي تحارب جيش بلادها وإذا لم تكن هذه الخيانة فمتى تكون الخيانة ؟، وهؤلاء الناس لا ينظرون إلى ليبيا هي الأخرى التى وصل إليها تنظيم داعش ليهدد أمنها ويهدد أمن الدول التي تقع على حدودها وأولها مصر ولا يرون الخلايا الإخوانية التي يتم القبض عليها وكانت تخطط لتدمير الاقتصاد المصري كما فعلوا من قبل وضربوا الطائرة الروسية في شرم الشيخ التي أصابت السياحة في مقتل ولكنهم يروا فقط الفساد والمحسوبية في مصر وأزمة الدولار والشباب الذي يغرق في سفن الهجرة غير الشرعية ولا يرون المشروعات التي تنفذ بدلاً من العشوائيات التي كانت تمثل في الحقيقة قنابل موقوتة ولا يرون الطرق الجديدة التي تمت مؤخرا لأنهم لا يريدون أن يفهموا، أصبحوا لا يصدقوا لأنهم مرضى بالإحباط ، وهؤلاء المرضى لا ينفع معهم أي علاج وهو مرض يصيب العقل والقلب والنفس، فتراهم لا يبتسمون ولا متفائلون ينظرون إلى الذي يضحك ويتساءلون لماذا يضحك، وإذا تفاءل يتعجبون عن سر هذه التفاؤل وقد تقابلت مع أحد الأصدقاء المصريين المهاجرين وهو من نوع المحبطين الذي ليس عنده غير الحديث عن مصر ومشاكلها التى من وجهة نظره لن تحل وتجده يتكلم عن السلبيات بمبالغة كبيرة وكأن مصر ضاعت وتنهار وعوضنا على الله وبعد طول حديثه تأكدت أن صديقي مصدره في معلوماته هي قناة الجزيرة القطرية المعروفة للجميع بميولها السياسية المعادية لمصر إلا صديقي هذا فهو من ضمن الذين يصدقونها ولا حول ولا قوة إلا بالله . !