بقلم: كينده الجيوش
ويقول احد الزملاء الصحفيين من سوريا البدوية “جاي على بالي النوح” والنوح في سوريا البدوية هو سرد او شعر حزين في حلقة من الأشخاص في حالات المصائب والملمات والأحزان الكبرى لتساعدهم على البكاء وتفريغ مافي الصدور!! وربما يترقب هذا الزميل مستقبلا مجهول الملامح مع شخص مثل ترامب.. هو الان الرئيس الامريكي. سوريا كوني بسلام!!
وفي أمريكا بكى البعض وناح البعض الاخر على طريقته.. بينما حاولت مجموعة او أطراف اخرى تلمس طريقها المعتم من خلال التعكز على منظومة القيم والأخلاق التي تأمل ان تجمع المجتمع الأمريكي
ولكن هذه المحاولات والأفكار والأسس الاخلاقية وبساطتها وكونها من الأساسيات المسلم بها ويفترض اننا تخطينا الحاجة من اجل اعادة التأكيد عليها.. تذكرنا بالحوار الاخلاقي الأساسي للقيم الذي نحاول دوما ان نذكر فيه من حيث التآخي ومحاربة العنصرية والمساواة والعدل في بلداننا في العالم الثالث .
ووو.. وحتى احيانا كان يتملكنا الضيق من اننا نذكر الناس بامور يفترض انها بديهية وإنسانية… على كل إرادة التكرار من اجل التغيير الإيجابي لها اليد العليا.
ومن هنا قام بعض الأمريكيين وبغض النظر عن تأييدهم لهيلاري او ترامب بمحاولة مد الجسور بين مختلف اطياف الشعب الامريكي ولا لشيء الا لحماية ما تم بنيانه في مجتمعهم اولاً عبر عقود كثيرة!
وثانياً : موقف واقعي وعملي. الامريكيون اليوم ليس لديهم خيار سوى ان يكونوا عمليين ليتعاملوا مع ترامب ويمنعوه من ان يسير بالبلاد باتجاه يزرع الفرقة والعنصرية. وهذا طبعا ليحموا البنيان الأساسي.
ويبدو ان ترامب بعد وصوله البيت الأبيض وانتهاء حفلات وحلقات الدعاية والتسويق، تلقى اول درس له ورفع الكثير من التصريحات العنصرية التي كانت تلون حملته الانتخابية.
هذه التصريحات التي كان لها مدلول مرعب من الناحية السياسية والإنسانية في الولايات المتحدة.
وهذا المدلول ترجم لاحقا الى موافقة شعبية كبيرة في صناديق الاقتراع لهذه الأفكار المحزنة والغير سليمة ووصول ترامب للبيت الأبيض!!
أمريكا – على مدى السنوات المقبلة – سيكون بيتها بحاجة الى الكثير من الحوار والترتيب والتعليم لنزع العنصرية تجاه اللون والجنس والعرق ومحاربة دونية المرأة واضطهاد المحرومين!!! وتبدو هذه قائمة كبيرة ولكن النظام الديمقراطي كفيل بها.. او نأمل ذلك!
اما ما يثلج الصدر هو ان امرأة مثل انجيلا ميركل – ورغم انها تعاني اليوم من ردة فعل عنصرية بسبب مساندتها القوية للاجئين – وقفت لتكون صوت الضمير الإنساني ولتحذر ترامب بدبلوماسية حاسمة .. وبما معناه بأننا سنكون أصدقاء لك -ترامب- ولكن ذلك سيكون بناء على الأسس التي نقررها نحن من حيث تطبيقات الديمقراطية واحترام الإنسان وإنسانيته بكل معانيها.. ولا شيء غير ذلك! وهذا هو سقف تعاملنا!!
طوبى لك انجيلا ميركل أعدت لنا إنسانيتنا وسط الركام والزحام!