بقلم: فريد زمكحل
أسفت كثيراً لحادث الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له احد المراكز الإسلامية في مدينة كيبيك، وأدّى إلى سقوط العديد من القتلى الأبرياء أثناء تأديتهم لشعائر الصلاة، وبعيداً عن ملابسات وأسباب الحادث التي مازالت غير معلنة من الجهات الأمنية الكندية حتى اليوم، إلا أنني شعرت بنوع من الارتياح لتسابق الجميع في شجب هذا الاعتداء وإدانته بشكل واضح، سواء على المستوى الرسمي ممثلا برئيس الحكومة الكندية وبكل الجهات السيادية في الدولة أو على المستوى الأهلي ممثلا برجال الدين من غير المسلمين وببعض الهيئات المدنية التي تشكل عصب المجتمع الكندي وتعكس صلابته في التصدي لمثل هذه المواقف التي إن لم يتصدى لها الجميع بالحسم والقوة والحكمة ستصيب استقرار هذا البلد وتقدمه في مقتل.
من هنا ومن هذا المنطلق علينا جميعا حكومة وشعباً التصدي لكل اشكال التمييز العنصري التي بدأت تتسرب في أوصال هذا المجتمع الكندي الحاضن للكثير من العقائد والكثير من الطوائف الوافدة إليه من كل بقاع الأرض وهو ما لن يتحقق سوى من خلال فرض الاحترام المتبادل بين الجميع بعيداً عن الحسابات العقائدية والأيدلوجية التي هزمتنا في بلادنا الأم وأخرت تقدمها بشكل ملحوظ ، لأنها قدمت الكره على الحب وعززت لغة الأنا على لغة المواطنة بشكل عام.
نعم .. علينا جميعاً أن نتحد في رفض كل ما يتجه بنا نحو الكره والحقد والتطرف لأننا جميعاً عباد الله المحب للجميع، وأعتقد أنه قد حان الوقت لأن نكون بكورة التغيير الحقيقي نحو الأفضل للإنسان والإنسانية في كل مكان، وعلينا تعزيز مقولة كلنا لله والوطن للجميع والدين المعاملة.
نعم .. هذا أمل ورجاء لن يتحقق إلا بالمزيد من الحب والفهم وتعزيز مبدأ قبول الآخر في حياتنا كإنسان أولاً وأخيراً بصرف النظر عن لونه أو أصله أو عقيدته أو طائفته أو عرقه إلى آخره ..
وأخيراً لا يسعني سوى أن أتقدم بكل العزاء لكل من فقدوا حياتهم نتاج هذه المفاهيم الخاطئة التي بثت في عقول الكثيرين عن الله والدين والوطن.
رحم الله جميع الأبرياء الذين سقطوا وفقدوا حياتهم نتاج التعصب والتطرف والفهم الخاطئ لكل شئ لأنه لن يصح في النهاية غير الصحيح… إذا كنا نحب الله ونحترم الحياة بوجهها المتعدد الأشكال والألوان والأديان.