بقلم: يوسف زمكحل
كنت قد كتبت في مقال سابق منذ عدة أشهر عن توقعاتي للرئيس ترامب بعد أن فاز في الانتخابات الأمريكية وقلت أنه سيوجه الدعوة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة أمريكا . وهذا ما حدث بالفعل وأمس التقى الرئيس ترامب بالرئيس السيسي في البيت الأبيض في لقاء تاريخي يعيد العلاقات المصرية الأمريكية إلى مسارها الصحيح بعد أن خرجت عن مسارها لعدة سنوات بسبب سياسات جورج بوش الابن التي دمرت العراق وسياسات الرئيس أوباما التي دمرت سوريا وليبيا وكادت أن تدمر مصر لولا عناية الله الذي أرسل لها الرئيس السيسي منقذاً لها من بطش الحكم الفاشي الديني لجماعة الإخوان المسلمين وتسببت سياسات أوباما بأزمات أوروبا بسبب اللاجئين وتوافدهم على دولها من سوريا والعراق . واليوم بعد وصول الرئيس ترامب لسدة الحكم في أمريكا تبدأ اليوم انتشال العلاقات المصرية الأمريكية من الحضيض لترتفع إلى القمة مرة أخرى وكل ما تطلبه مصر في اعتقادي من أمريكا هو أن تدعمها اقتصاديا بضخ استثمارات كبيرة في مصر وإقامة مشروعات عملاقة ومساعدتها عسكرياً بأسلحة حديثة لمواجهة الإرهاب في سيناء وأظن أن هناك مطلب أساسي ستطلبه الإدارة المصرية من نظيرتها الأمريكية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية وملاحقتها قانونيا ومراقبة مصادر أموالها التي تستغل في عمليات إرهابية أما ما ستطلبه إدارة الرئيس ترامب من الإدارة المصرية هو أن يكون لها دوراً أكثر فعالية في قضية فلسطين التي ظلت ساكنة لسنوات لم يقترب منها أحد وهي أهم مشكلات الشرق الأوسط وأكثرها تعقيداً وأن يكون لها دوراً أيضاً في حل الأزمة السورية التي دخلت عامها السادس وساءت فيها الأحوال بشكل كبير ومؤلم كذلك لابد لمصر أن يكون لها دوراً في إعادة الأمن في ليبيا ووقف القتال بين ميلشياتها المسلحة كذلك أزمة اليمن التي مرت عدة سنوات على بدايتها ولم تصل الأطراف المتصارعة لإحراز أي هدف وكعادتها ستطلب أمريكا من مصر مزيداً من الحريات وقصة حقوق الإنسان المعروفة والمعادة وأخيراً على مصر أن تنتهز الفرصة لإثبات دورها التاريخي الممتد من سنوات طويلة حتى تعود إلى مكانتها الذي فرضها موقعها وتاريخها الطويل . وأظن أن عودة العلاقات المصرية الأمريكية لطبيعتها ومتانتها سيعود بالأثر على أمريكا نفسها لأنها ستكون بذلك قد خففت من الصداع التي تعانيه من احداث الشرق الأوسط وسيعود على مصر بالنفع اقتصاديا وعسكرياً ويساعدها من الخروع من أزماتها العنيفة التي تعرضت لها منذ قيام ثورة 25 يناير التي أضرت ولم تفد بشئ يذكر وعلينا أن نتفائل ولكن علينا أن لا نفرط في التفاؤل وأظن أن نتائج نجاح الزيارة سيظهر بعد فترة وليس في التو واللحظة والله ولي التوفيق .