بقلم فريد ميخائيل
كانا فى الماضى نعتقد ان عائل الاسرة يجب ان يكون الرجل وهذا اول ما يورد فى اذهاننا عند سماع بعض الكلمات مثل تحمل المسئولية ، فض النزاعات، السعى وراء لقمة العيش، الحماية، السند…الى آخره…
ولكن مع كل الضغوط النفسية وثقل المشاكل التى تقع عل كاهلنا كبار وصغار ، رجال و إناث ، اصبح من الضرورة المشاركة فى كل احداث الحياة اليومية حتى يتسنى لنا ان ننجز ونتمم كل ما وجب علينا تنفيذه. فتوزيع الادوار لا يعنى عدم المشاركة مع الآخر اذا احتاج الامر..اذ ان الفائدة تعم على الجميع فلا يجب ان انظر الى نفسي بفخر اذا اتممت عملى على اكمل وجه وانقص من تقدير الاخر و الاساءة اليه
لمجرد عجزه ،رغم محاولته الجدية ، ان يتمم ما وجب عليه..لكن ابداء التقدير لما تم انجازه بالفعل،
و تقديم المساعدة ؛وهذا هو المعنى الحقيقى للمشاركة.
وبالطبع لا مجال للحث على المشاركة والتعاون دون وجود ركيزة قوية من الحب والاستعداد للتضحية فى سبيل الآخر حتى تكتمل الدائرة بداية من العقل المتفهم وصولا الى نقطة النهاية وهى تحقيق السعادة والنجاح فيكونان الدليل على مصداقية الحب الذي يربط الاطراف المعنية بداخل هذه الدائرة بعضها ببعض وبهذا الشكل تتوفر الحماية والشعور بالتكامل وتحقيق المساندة مما يوطد العلاقات ويحفز على بذل الكثير من اجل الحفاظ على كينونة الاسرة و استقرار اوضاعها.
ولكن ماذا يحدث لو……
انتقص احدهم من قيمة ما قد قمت بتقديمه بالفعل او لو اعتاد منك التضحية فأصبحت واجب عليك او
اخذ فى ابداء الاراء السلبية التى قد تصل الى الاستهزاء احيانا والانتفاضات المستمرة فى كل صغيرة وكبيرة..!؟
ألا يؤدى ذلك الى نشوب الخلافات وتوتر العلاقات و جرح المشاعر ؟ بالتأكيد ستكون العاقبة وخيمة لان عدم التقدير والاحترام المتبادل قادر على انهاء اى علاقة انسانية لان غيابهما يدل على غياب الحب ودفء المشاعر، فكيف لى ان احب شخص وأحزنه بتصرفات غير لائقة او اهنيه بألفاظ غير مهذبه او اجرحه حتى ولو بنظرات ثاقبة غاضبة تعبر عما يجول بخاطرى و يكشف النقاب عن مشاعر قاسية مستقرة فى اعماق وجدانى..
فهل يمكن للطرف الآخر ان يشعر بالاطمئنان والرضا..هل يستطيع ان يكفى ايامه بهذا الاسلوب الفظ…ومن اين له ان يستمر فى العطاء والتضحية وانكار الذات من اجل الاخر..وان استطاع ذلك نبلا منه وتقديرا للمسئولية .. فإلى متى..؟ ؟
وحتى اذا كانت سعادة هذا الشخص النبيل فى تقديم الخير والمساعدة دون مقابل .. ويا ليته بدون مقابل فقط انما يكون جزاءه الامتهان …فهل لا يحق له الشعور بالتقدير والاستحسان حتى يسعد قلبه ويهنئ فؤاده بالكلمة الطيبة والنظرة الحنونة…فتعكس الفرحة من داخلة وتنير مِن حوله وتعم الفرحة ويكون ذلك دافعا له فى الاستمرار عن رضى وان ينظر الآخرون ويحذون حذوه ويتأكدون ان هناك من يحترم ويقدر وان مزال فى الدنية قلوب صافية وفكر راق وشخصيات ناضجة سوية ليس صعب عليها ان تعترف بفضل الآخر واثقة ان هذا لا يقلل من شأنها او ينتقص من كرامتها …
فلننتبه الى نظراتنا و تعبيراتنا وألفاظنا فإنها اصدق تعبير عن افكارنا ومكنونات قلوبنا ..”فالإنسان الصالح من كنز قلبه يخرج الصالحات” وكذلك الشرير يظهر الاحقاد والكراهية والانتقام و كافة المساوئ…
حتى نحترم الحياة التي وهبنا لنا خالقنا ولنحب من يحيطون بنا ومن هم فى حاجة ماسة الى العون ..فدورنا فى الحياة هو ان نبنى ولا نهدم ، ان نسعف ولا نقتل ، ان نقدم صالح اعمالنا نموذجا وان نكون قدوة ونورا يهتدى به التائهون..فعلى رغم اختلافنا واختلافاتنا فإننا اخوة فى الانسانية وشركاء فى صنع الحضارة وبناء المستقبل..