بقلم: خالد بكداش
انقسم في الآونة الأخيرة الشعب العربي إلى قسمين أحدهما موالي للأنظمة العربية و حكامها و الثاني معارض للأنظمة العربية و حكامها.
الغريب في الأمر أن الطرفان لا يملكان أي مقومات للموالاة أو للمعارضة فالطرف الأول الموالي لا يعلم أن بعض هذه الأنظمة العربية هي أكبر دائرة فساد في العالم أجمع .
و أما الطرف الثاني المعارض فبعضهم و للأسف لا يعلم أنه يعمل تحت مظلمة أنظمة تحركه كحجر الشطرنج و الأسوء من البعض الذي لا يعلم الحقيقة هو الجزء المعارض الذي يعلم حقيقة الأمر و لكنه يستمر بما يفعله كسباً للمزيد من الأموال
و المكانة لدى تلك الأنظمة العالمية المحركة لآلة الدمار في سوريا و منطقة الشرق الأوسط كلها.
لو أننا نظرنا بعناية باتجاه الطرفان المتقاتلان في سوريا لوجدنا أنهما يمثلان القوى العظمى في العالم فمثلاً النظام السوري
و الموالين له يمثلون روسيا و الصين و ايران و هي قوى لا يستهان بها في العالم و أما الطرف الثاني ممن يطلقون على أنفسهم اسم معارضين فهم يمثلون القوى العظمى المضادة للطرف الأول و هي أمريكا و بريطانيا و فرنسا و بعض الدول الأوربية.
الأسوء من هذا كله هو مشاركة الأيدي العربية النقية بتمويل هذا الدمار و القتل لأبناء الشعب السوري الأبرياء .. حيث أن دولة مثل المملكة العربية السعودية قامت بصرف المليارات من الدولارات لتحويل بعض المرتزقة إلى جماعات ارهابية مسلحة تقود المخطط و السيناريو المكتوب لها في الأراضي السورية و طبعاً بوصاية و طلب أمريكي .. بالاضافة إلى أن دويلة صغيرة مثل قطر تقوم أيضاً بدعم بعض المرتزقة الارهابيين لتحويلهم لجماعات ارهابية مسلحة تعمل تحت مسمى المعارضة السورية المسلحة .
أما الشأن الأكبر هو لتركيا الدولة التي هيمن عليها العثماني الحالم باعادة الخلافة العثمانية تحت راية الاسلام و الذي حول مؤخراً تركيا من دولة ذات مستقبل باهر إلى دولة مفككة من الداخل و الخارج يحكمها و يسرح و يمرح بقوانينها دكتاتور غبي أكبر مشاكله اقامة دولة كردية على حدوده الجنوبية .
الحقيقة أن أردوغان باع نفسه إلى إدارة العم سام حتى لا يستطيع الأكراد الحصول على الموافقة الأمريكية باقامة دولة مستقلة لهم تقع بين المثلث السوري و العراقي و الايراني و الأمر الذي لا يعلمه الدكتاتور الغبي أن الأكراد قد حصلوا على الموافقة منذ زمن بعيد قبل أن يفكر هو بالركوع تحت أقدام أمريكا و حلفائها.
معادلة غريبة حقاً أن أزمة الحرب في سوريا لن تنتهي أبداً و حتى أن سوريا لن تتحول لعراق ثاني بل ستكون مثال أسوء من ذلك فالسيناريو المكتوب لمنطقة الشرق الأوسط لم تنتهِ صفحاته و هناك الكثير من المفاجأت التي ستجعل من أردوغان
و بعض الحكام العرب يعضون على أصابعهم ندماً لركوعهم تحت إدارة العم سام و غيرهم من القوى الدولية العظمى .
إن غداً لناظره قريب و مثلما يقول المثل الشعبي “ يا خبر اليوم بفلوس .. بكره يبقى ببلاش “.