بقلم فريد زمكحل
400 مليار دولار هو اجمالي الاتفاقيات التي وقعت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حضوره ومشاركته في فعاليات المؤتمر العربي الإسلامي الأمريكي الذي شهدت وقائعه مدينة الرياض مؤخراً، والذي لازلت لا أفهم مدلول عنوانه أو عوائد فوائده على الأمة العربية بصفة عامة والإسلامية على وجه الخصوص مع عدم توجيه الدعوة لبعض القوى الكبرى المؤثرة في ملاعب السياسة الدولية كروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيران .. ولن اكون كاذباً أو منافقاً إن قلت وبوضوح بأن استبعاد كل هذه القوى لن يكون لخدمة مصالح دول المنطقة بل على العكس تماماً، حتى وإن ظن البعض بأن تحالفهم مع الإدارة الأمريكية الجديدة هو الضمانة الوحيدة للحفاظ على مقاعدهم وعروشهم ومصالحهم اقليمياَ ودولياً، خاصة والمستفيد الوحيد من كل ما ذكرت هو الرئيس ترامب والولايات المتحدة الأمريكية فقط لا غير على جميع الأصعدة والمستويات..
خاصة ومشكلة الإرهاب طالت جميع دول العالم والحادث الارهابي الأخير الذي تعرضت له مدينة مانشيستر البريطانية والذي أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه بخلاف العمل الإرهابي الذي وقع فجر اليوم في صعيد مصر ضد اتوبيس سياحي كان متوجها لأحد أديرة المنيا وعلى متنه العديد من العائلات المسيحية، لخير شاهد على أننا قادمون على مرحلة جديدة من الصراعات الإرهابية التي لن تنتهي نتيجة الفقر والجهل والوضع الاقتصادي المتردي في أغلب دول المنطقة، والذي يمكننا مواجهته والقضاء عليه بنصف ما حصل عليه الرئيس ترامب من أموال .. ولكنها مسألة أرزاق!!
لذا أقول وسأظل أقول بأن الوضع سيسوء حتى ولو شهد تحسناً نسبياً في بعض الملفات الكبرى العالقة في المنطقة..
وسوف تؤكد الأيام والشهور القليلة القادمة ما إذا كانت هناك فائدة مرجوة من هذا المؤتمر سوف تنعكس بالإيجاب أو بالسلب على مصالح بعض دول المنطقة و شعوبها في استعادة الأمن والاستقرار وتحسين الوضع الاقتصادي المنهار من عدمه!
أتمنى وإن كان يُداخلني بعض الشك ويتملكني كل القلق! بعد استبعاد كل هذه القوى التي ستتصدى بكل الطرق لإفشال كل المحاولات الأحادية الجانب للسيطرة على العالم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية. فهل سيكون الرئيس ترامب في نهاية الأمر «الكاسب الخاسر» ؟ سؤال ستجيب عنه الشهور القادمة.