بقلم: خالد بنيصغي
ظل الإعلام المغربي بكل مشاربه طيلة هذين العقديْن السابقيْن من الزمن يرسم المشهد المغربي بألوان قاتمة ، ويسم الحياة المغربية بالحزن العميق والفوضى العارمة ..
ولسنا هنا في هذا المقال لنحكم له أو عليه أن كان على صواب أم لا ، ولكننا نود أن نعرف عمق وكنه هذا الإعلام او على الأقل أن نتعرف على هذا المشهد الجديد للمغرب ..
ففي الوقت الذي يشير فيه الإعلام الرسمي للحكومة إلى الإنجازات العملاقة للمغرب سواء على المستوى الوطني أو الدولي ، وتحقيق المغرب لخطى ثابتة وجبارة داخل المنظومة العربية والإفريقية والعالمية، يأتي الإعلام المستقل ليرسم حياة مغربية أخذ منها البؤس مأخذه ، وأكل الحزن من كل أطراف الجمال فيها ..
في الضفة الأولى نجد مغرب التقدم التكنولوجي بمشاريع عالمية خاصة في مجال الطاقة الشمسية والريحية ، وكذلك مضيق طنجة المتوسطي الرائد في التجارة العالمية لموقعه الاستراتيجي في ربط قارات العالم ، أضف إلى ذلك جلب الاستثمارات العالمية في صناعة الطائرات والسيارات وغيرها، دون أن ننسى التصالح مع إفريقيا والاستتثمار فيها بالملايين ، وعقد اتفاقيات في غاية الأهمية أبرزها اتفاقية أنبوب الغاز مع نيجيريا ، ناهيك عن السياحة التي أصبح المغرب قبلة السائحين بامتياز .. واتفاقيات عالمية في مجال الفلاحة والصيد البحري ، وغيرها كثير من المجالات التي أصبح للمغرب فيها قدم ثابت على المستوى الإقليمي والعالمي …
أما في الضفة الأخرى من الإعلام المغربي فنرى مغربا آخر ، مغرب البؤس والحزن ، مغرب الإضرابات اليومية في جل القطاعات ، مغرب الفوضى الإداري والتعليمي ، مغرب الاختلاسات المالية وسوء التدبير ، مغرب أنانية المسؤولين والتعلق بالكرسي والمنصب ولو كان ذلك بالمال والعباد ، مغرب الفضائح الجنسية من اغتصاب وخيانة …
مغرب انعدام الأمن في كثير من المناطق ، مغرب الرشوة والابتزاز ، مغرب القوي يأكل الضعيف ، مغرب المتشردين واللصوص والعاطلين عن العمل، مغرب الإدارة المتجبرة المتسلطة على مواطنيها ، مغرب مهرجان موازين المجون والميوعة …..
فأي وطن نريد ؟؟ المغرب النافع ، أم المغرب العميق؟؟ مغرب التقدم والرفاهية ؟؟ أم مغرب النخبة التي تنهب من خيراته دون رقيب أو حسيب ؟؟ لقد صدق من قال : “ ويل لوطن لم ينفعه مواطنوه ، ولم يرقبوه ، ولم يصونوه ، ولم يرفعوا له همة النصر والقمة “.. دمتم بود ..