بقلم: سليم خليل
مواطن كندي عمره -٧٧- عاما يمتلك مسكنا في فلوريدا ويمضي هناك أشهر الشتاء بعيدا عن الثلوج والجليد .
لسنوات عديدة كان هناك ينتقل عشرين كيلومترا يوميا على الدراجة ولم يصاب بأي مشكلة صحية ولم يحتاج إلى أي استشارة طبية.
في مطلع هذا العام شعر بألم شديد في صدره ونصحه صديقه ومرافقه في رياضة الدراجة بمراجعة طبيب الذي طلب منه الإنتقال فورا إلى مستشفى لأن وضعه الصحي خطير ولا يحتمل التأجيل .
في المستشفى بعد الفحوص والتحاليل ظهر أن شريانين رئيسيين بحالة إحتشاء شبه كامل ٩٩٪ و ٩٨٪ وبحاجة إلى معالجة فورية لأن حياته في خطر .
بعد الاستشارات أمتنع الأطباء عن فتح الشريانين بواسطة الأساليب المعروفة
خوفا من توقف فوري للقلب ووفاة حتمية فقرر الأطباء معالجته بعقاقير مسيًلة للدم ووضعه تحت المراقبة في قسم العناية المشددة بانتظار ما سيحدث.
كان الأطباء يخبرون مريضهم عن حالته الخطيرة وطلبوا منه الاستعداد لمفارقة الحياة وتحضير ما يلزم من وثائق ووصايا لورثته فأجابهم كل شيء جاهز مسبقا وأنه جاهز للرحيل!!
بعد مضي عشرة أيام تحسنت حالة المريض وأكد له الطبيب المعالج أن قوته البدنية ونشاطه الرياضي السابق ساعدا على تحسن شبه عجائبي لوضعه .
لدى مغادرته المستشفى منعه الأطباء عن استعمال الدراجة لمدة عام وسمحوا له السير على الأقدام بقدر ما يستطيع وشعر بعودة نشاطه بسرعة، يسير عشرة آلاف خطوة يوميا وسُمحت له بقيادة السيارة.
التكلفة باهظة والأطباء والممرضون قاموا بعمل هائل يشكرون عليه ؛ بلغت فاتورة المعالجة والإقامة ما يقارب ثلاثماية ألف دولار أميركي وما يعادل بالدولار الكندي ٣٨٠٠٠٠ ثلاثماية وثمانين ألف فقط لا غير .
تحفظا لمواجهة التكاليف الغير محتملة في المستشفيات الأميركية يشتري سنويا المريض المذكور ضمانا صحيا للسفر خارج كندا وستسدد شركة التأمين الكندية قيمة الفاتورة .
في حديث سابق في هذه الزاوية وفي حالة مرض شبيه بالحادثة هذه نقلت شركة التأمين الكندية المريض وزوجته بطائرة إسعاف من فلوريدا إلى أوتاوا حيث استكملت معالجته لوقف نزيف فواتير المستشفيات الأميركية