بقلم: خالد بنيصغي
1 – كأس العالم المغرب 2026 : رضا الفيفا بعد الزيارة
ختمت لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم “ فيفا “ زيارتها للمغرب مؤخرا في إطار الاطلاع على استعدادات المغرب لتنظيم كأس العالم 2026 إن شاء الله تعالى ، والذي من خلاله ينافس الملف الثلاثي “ الولايات المتحدة وكندا والمكسيك “ لجنة الفيفا المكونة من خمسة أفراد عبّرت عن رضاها في مجموعة من النقاط تتعلق بالبنية التحتية للطرق والفنادق والتنقل والملاعب وملاعب التدريب ، كما أبدت ارتياحها لما تم إنجازه خلال الفترات المتعاقبة بعد الفترات الأربع السابقة التي لم يفز فيها المغرب بشرف التنظيم لهذه التظاهرة العالمية الكبرى ، أعضاء الفيفا أبدوا كذلك بعض الملاحظات التي يجب تداركها وتطويرها في المستقبل ليكون الملف المغربي جاهزا بكل المقاييس من أجل التصويت عليه ، قوة الملف المغربي تبدو واضحة من خلال الإنجازات المتوفرة ، وكذلك من خلال الصفقات المبرمة بالتواريخ المحددة وأسماء الشركات الوطنية والدولية والسيولة المالية الكافية لكل هذه الصفقات التي يتطلبها تنظيم هذه التظاهرة العالمية الكبرى .
وتجدر الإشارة إلى أن الفيفا تدرك جيدا أنها ستجني أرباحا مضاعفة بتنظيمها كأس العالم في المغرب عكس تنظيمه بالقارة الأمريكية الشمالية التي ستكون فيها أرباح الفيفا أقل بكثير، وذلك لعدة اعتبارات أهمها قرب المغرب من إفريقيا وأوروبا وآسيا ، مما سيجعل التوقيت مناسباً للاستمتاع بمشاهدة مباريات كرة القدم في العالم كله ، إضافة لصغر مساحة المغرب الذي سيجعل السائح يتنقل بين مدن المملكة المغربية في وقت وجيز عكس ما سيحدث لو نظم الكأس بالضفة الأمريكية بين ثلاث دول ، إنها الكارثة بعينها إذا تم التصويت لصالح الملف الثلاثي ؟؟؟
ولا ننسى دور العديد من الدول العربية والغربية الصديقة للمغرب والتي أعلنت منذ البداية وبصفة رسمية دعمها اللامشروط للمغرب كالجزائر ومصر وفلسطين والأردن وقطر ولبنان والسينغال وجنوب إفريقيا وفرنسا واللوكسمبورغ وغينيا الاستوائية وبلجيكا وروسيا وجامايكا ومدغشقر ….. كما أن هناك بيان عربي ختامي في القمة العربية الأخيرة بالرياض، أقرت فيه الدول العربية دعمها الكامل للملف المغربي ، كما أن هناك دعوة صريحة للدول الإفريقية التي من المنتظر أن تذهب أصواتها “ 53 صوت “ كاملة للمغرب ..إضافة إلى دعوة رئيس الكاف السيد “ أحمد أحمد “ الاتحاد الأوربي للتصويت لفائدة الملف المغربي معلناً مقابل دلك نيته في منح القارة الإفريقية أصواتها بالكامل لأي بلد أوربي سيترشح في المستقبل لتنظيم كأس العالم .
الملف المغربي إذن يتوفر على حظوظ قوية والفرصة مواتية جدا للتأشير على نجاح المغرب في مهمته هذه المرة ، اللهم إذا كانت هناك تلاعبات أو ضغوطات من الدول القوية سياسيا واقتصاديا ، وهو أمر مستبعد في ظل حرص الفيفا على النزاهة ومحاربة الفساد الذي طال الملفات السابقة في عهد “ بلاتير “ والذي ذهب ضحيتها الملف المغربي الذي كان هو الفائز الحقيقي لتنظيم كأس العالم 2010 ، وهذا الأمر تم الكشف عنه رسميا بعد التحقيقات في الفساد الذي طال أعضاء الفيفا ال “ 24 “ آنذاك .
2 – الأستاذ “ الشراط “ المعلق الرياضي الناجح بكل المقاييس
يعتبر الأستاذ “ عبد الحق الشراط “ من خيرة المعلقين المغاربة والعرب على الإطلاق في هذه الفترة ، فإذا لم يكن صوتا في كبريات القنوات العربية ، فإن نجاحه قد وصل بكل تأكيد في كل قطر عربي ، “ عبد الحق الشراط “ استطاع بأسلوبه الخاص أن يجعل لنفسه طابعا مميزا ينفرد به عن باقي زملائه في الميدان ، بل جعله مدرسة قائمة بذاتها ، مع الأستاذ “ الشراط “ تشعر بصدق العبارة ، وقوة الكلمة ، بل وإنه قد أسهم بتحليله المنطقي في تغيير آراء العديد من جماهير كرة القدم وحتى زملائه في الميدان ، الذين تسرعوا في حكمهم على بعض اللاعبين أو المدربين أو المسيرين في السابق ، فيما ظل أستاذنا “ الشراط “ متشبثا برأيه وذلك لعينه الثاقبة في متابعة الشأن الكروي بكل احترافية .
صراحة لست أدري إن كان لابد لهذا الصحافي المتألق أن يعمل طيلة ربع القرن من الزمن دون أن يُنْصف من طرف المسؤولين المغاربة ؟؟ نقولها بكل صدق غيابه عن الوسام الملكي أكبر خطأ للمسؤولين المغاربة المكلفين باختيار الناجحين بحق ليحظوا بوسام ملكي اعترافا لهم بتفانيهم في حب هذا الوطن ، في الوقت الذي نجد فيه آخرين نالوا الوسام الملكي بسرعة البرق دون أن يكون مستحقا أو غير مستحق ؟؟؟ عبد الحق الشراط معلق رياضي محترف دخل قلوب المغاربة ، صادق ووطني حد النخاع ، أقول هذا في حق زميل لي في المهنة الصحفية دون أي سابق معرفة شخصية به ، بل يسعدني ويشرفني أن تربطني به صداقة قوية من الطراز الرفيع ، ولكني أقول للمغاربة : أنصفوا هذا الرجل الناجح والمتألق .