بقلم: فريد زمكحل
من السخف أن تتعطل كل أشكال الحياة في مصر نتاج العواصف الرعدية التي اغرفت الشوارع لعدم وجود مصارف كافية لتصريف المياه، أو آلية عمل لمواجهة الأمطار وكافة حالات الطوارئ التي من الممكن أن تتعرض لها البلاد وتمس مصالح العباد.
أقول من السخف القبول باستمرار أي مسئول في موقعه الحكومي وهو لا يقوم بما يجب أن يقوم به ويندرج تحت مهام وظيفته الحكومية لحماية البلاد والعباد أو على اقل تقدير للتخفيف من معاناتهم اليومية المعاشة حتى في المناطق العمرانية المخططة حديثاً مثل «التجمع الخامس» وطريق المحور الذي يربط كل أحياء القاهرة ببعضها البعض، وهو يفتقد لمواجهة مثل هذه الأحداث الجوية الطارئة ويفتقد لوجود المصارف الضرورية التي تساعد على تيسير حركة المرور وحركة السيارات التي تتجه إليه هرباً من الزحام المعتاد والاختناقات المرورية في معظم الشوارع.
السؤال لماذا لا يتحرك المسئولون لمواجهة مثل هذه المشاكل قبل حدوثها لا بعد حدوثها توفيراً للوقت والجهد وحفاظاً على الأرواح والممتلكات العامة للدولة من التلف؟
وهو ما ينطبق أيضا وللأسف على العمل السياسي الذي لا يتحرك ولا يعمل على مواجهة كافة المشاكل التي تُعِّرض الأمن القومي المصري او العربي للخطر إلا بعد وقوع الخطر حيث تصبح ردود الأفعال بلا قيمة وبلا طائل يجني من ورائها وهو ما نراه في التحرك المتأخر على الدوام في ردود أفعال وزراء الخارجية العرب وبالتبعية في كافة القرارات والمواقف المضحكة لجامعة الدول العربية، التي باتت اشبه برياض الأطفال عن كونها جامعة للدول العربية من أهم مهامها هو اتخاذ كافة المواقف الضرورية لمحاولة إيقاف أي اعتداء على سيادة أي دولة عربية عضواً في جامعة الدول العربية، وهو ما شاهدناه قريباً ونشاهده حديثاً بدءاً من العراق مروراً بليبيا وصولاً إلى سوريا التي تتعرض على فترات لاعتداءات دولية على سيادتها الإقليمية وسط صمت عربي مخزي عاجز عن الدفاع عن ابسط قضاياه المشروعة بما فيها العجز الفاضح والفشل المستمر الذي لازم ويلازم القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور وصولاً لحرب 48، 67 وحتى يومنا هذا، ناهيك عن الفشل الدامغ في معالجة القضية اليمنية لصالح تحقيق بعض المصالح الاقليمية الضيقة ومصالح بعض السياسيين الذين يتمسكون بتحقيقها حتى ولو كانت على حساب أرواح الأبرياء من أبناء هذا الشعب الشقيق.
والسؤال هنا، لماذا غاب الدور المصري الفاعل عن معالجة كل هذه القضايا بصورة حازمة حاسمة تسعى لتوحيد الصف العربي وقادته لحماية مصالحه الاقتصادية وسيادته الاقليمية المتعارف عليها، وهناك المئات بل الآلاف من قادة هذه الأمة الذين يدمرون وينهبون اقتصادها القومي يومياً بشراء القصور واليخوت وتبديد ثرواته في تمويل اقتصاديات بعض الدول التي تقوم بالاعتداء والتآمر علينا وعلى أمننا وعلى مصالحنا الوطنية وسط حالة من الانفصام الشخصي غير المفهوم حقيقة دوافعه المبهمة حتى اليوم.
أقول من السخف أن أتحدث عن كل هذا في وقتٍ أصبح فيه كل ما أقوله ضرباً من السخف عند بعض القادة والزعماء العرب ممَّن أتت بهم الصدف ليحكمونا وهم لا يُراعون الله ويعيثون في الأرض فساداً..
أقول هذا وأتمنى على الرئيس السيسي أن يقوم بما يجب أن يقوم به قائد مصر في مثل هذه الظروف الصعبة لعودة الوعي العربي للحكام العرب قبل الشعوب العربية واستعادة الدور الريادي المصري في قيادة المنطقة، وليكن هذا هو أهم وأول مشاريعه القومية في مدته الرئاسية الجديدة، والله الموفق وتحيا مصر رغم كل الظروف وكل التحديات التي تواجهنا وتواجه هذه المنطقة المهمة من العالم.