بقلم: كلودين كرمة
نعم احذروا !!! ان كلام الناس مجرد حروف مفرغة من معانيها ..ولكنها شبه الأسنة المسمومة التى لا تخطأ هدفها، واذا اصابت قتلت دون ادنى شك.
فهذه الحروف قادرة على هدم اعظم القيم والإعلاء من شأن ابخس الاخلاق فنجد ان هناك تداخل و اشتباك بين ما هو راق وما هو وضيع..فهذا الصراع كان منذ الازل ومستمر الى ايام يصعب حصرها ..لان استخدام الكلمات جل شأنها او انحدر
فهذه تستخدم لخدمة مصالح وإدارة الاهواء وليس لدعم الاخلاق والمبادئ السامية وتدعيم العادات والتقاليد التى تثبت مقاليد الامور وثقافات الشعوب.
ومن العجيب ان هناك اناس حاصلين على شهادات عليا ولكن للأسف هذا لا يزيد من ثقافتهم ولا يحسن ادراكهم ونسمعهم يتلفظون بألفاظ نابية ويتهكمون ويستهزئون ولا يقدرون قيمة الانسان ويستهينون بقدرات من يحيطون بهم معتقدين انهم اكثر ذكاء وقدرة واعلى مكانة واجل شأنا.
وتظل الكلمات لها تأثير على كل الاصعدة .. فكم من رؤساء كانت تصريحاتهم سببا فى نشوب الحروب وآخرين كانت لديهم الحكمة الكافية واللباقة فى التعبير فى استخدم الكلمات وإبرام اتفاقيات لحلول السلام والتقدم الاقتصادى والثقافى لدعم عملية التقدم ، وهذا يجعلنا ندرك ان للإنسان ان يستخدم امكانيته ويفّعل ذكاءه ويستجمع قواه : إما لخدمة البشرية و رفع الظلم و التغلب على الالام والأمراض والانطلاق لكشف اسرار الكون وتطويعه ليتوافق ومتطلبات العصر…: إما للهدم والدمار وإثارة الرعب ودعم الارهاب..
والحروف لها ايضا تأثير لا يستهان به فى مجال الاعلام سواء برامج ام اعمال فنية وذلك لان هنالك اناس يعتبرون ان الاعلام هو المرآه الحقيقية التى تعكس صورة المجتمع فيستلهمون منه افكارهم ويقومون بالمحاكاة الدقيقة فى الاسلوب والألفاظ وردود الافعال؛ فيصبغونه بصبغة جديدة وينحدر المستو ى الثقافى ويتدنى المستوى الاخلاقى دون ان يدرى هذا المجتمع انه واقع تحت هذا التأثير وخصوصا اذ قدم فى قالب من الفكاهة محبب ومقرب للنفس البشرية فيقلد ما عرض عليه اذ يعتبره طريقة سهلة وسريعة للتنفيس عن الضغوط النفسية او اسلوب مبتكر للوصول الى هدفه او لجذب الانظار ، الى آخره..
وتكون النتيجة ان افراد المجتمع يظنون انهم هم من يقررون ما يفعلون ولكن فى الحقيقة ان الاعلام هو المرشد والمعلم الذى يقوم بنشر ثقافات مختلفة وله القدرة ان يؤثر عليه بالسلب او الايجاب. خاصة بعد التقدم التكنولوجى فى تزييف الحقائق و اظهار الاكاذيب مدعمة بصور مغلوطة لتبدو واقع يجذب اليه من ليس لديهم الوعى الكافى حتى يميزوا بين الواقع الحقيقى او المفتعل.
وما اخطر تلك الحروف والكلمات على المستوى الاجتماعى مع استخدام بعض التأثيرات الصوتية او تغير ملامح الوجه فهى تكون قادرة على قلب الاوضاع رأسا على عقب..فإما ان تدمر العلاقات او ان تكون سببا فى تثبيتها .. اما ان تنهى حياة او تجعلها اكثر ازدهارا.
“ ضع يارب حافظا لفمى وبابا حصينا على شفتى “ فلتكن هذه اهم طلبة لنا لان “من فضلة القلب يتكلم اللسان”
وان اساس كل العلاقات و التعاملات هو ما يتلفظ به الانسان و طريقته فى التعبير واختيار الكلمات فهى تظهره بالحقيقة وكأنها مرآة لنشأته وثقافته وإدراكه وقدراته وشخصيته .. فهى سفير يمثلنا فى المجتمع فان كنا نطلب السمو ونبتغى المكانة المرموقة فلنتحفظ لأنفسنا .. فنسعد ونسعد من حولنا .































