بقلم: تيماء الجيوش
تؤدي الاعاقة العقلية لدى الاشخاص الى نقص في النمو العقلي والحسي والانفعالي والحركي واللغوي و قدرات التعلم محدودة و هنا ربما يجدر بالذكر ان من كان لديه صعوبة في التعلم هو العالم أديسون والعالم نيوتن الذي رفض كلاهما في المدارس نظراً لامكانياتهم الفقيرة في التعلم عموماً ولكن هذا لم ينفِ مقدرتهما على الابتكار التي شهدت تفوقهما و بامتياز و لا زلنا حتى يومنا نعيش نجاحاتهم العلمية.
بعد هذا اختص بالحديث هنا down syndrome متلازمة داون، علميا تم التعرف على 25% من الأسباب المتعلقة بها و ما تبقى لا زال مجهولاً حتى يومنا. و متلازمة داون و بتبسيط شديد خـلل في عدد الكروموسومات او حدوث خطأ في التصاق كروموسوم بآخر او انشطار أحد الكروموسومات بشكل غير طبيعي . ما يؤدي بالتالي لمحدودية القدرات الإدراكية، صعوبة في الاداء العام و الحركي، ايضاً هناك صعوبة في التوازن والنمو البطيء اللغوي او تعلم اللغة وصحة النطق بل شحة واضحة في عدد الكلمات المستخدمة والتي لا تتناسب مع العمر الفعلي للأشخاص من ذوي متلازمة داون.
غير ان هذا كله لم يمنع من العمل من اجل منح المصابين به الفرصة للانخراط الاجتماعي و تبلور مهاراتهم المتعددة و بالتالي التغلب على الاعاقة عبر البرامج المتنوعة الحركية و الاكاديمية. اول من قام بذلك كانت السيدة كينيديMrs Kennedy. والتي انشأت بداية Special olympics.
اهم هدف له هو ابراز المهارات الرياضية للمصابين بمتلازمة داون على الصعيد العالمي واول اولمبياد اقيمت لهم كانت في Chicago 1968. شيكاغو في العام ١٩٦٨. ثم توالت هذه الاحتفالية في عدة مناطق اخرى.
حضر وفد الاولمبياد في الشرق الاوسط الى دمشق في العام ٢٠٠٥ و قام بفريقه الذي ضم العديد من الخبراء العرب و الاجانب بإجراء الفحوصات الطبية لذوي متلازمة داون في دمشق و نشر الوعي عبر العديد من حلقات و محاضرات للأهالي و للمختصين في هذا الشأن. هذا كان في الشرق الاوسط و في سوريا تحديداً لكن ماذا يقابله هنا في مونتريال، كندا؟
هنا في مونتريال كانت التجربة مختلفة لكنها لا تقل نجاحاً ، إلا و هي استثمار المسرح و الكوميديا خصوصاً في بلورة مواهب و مقدرات ذوي متلازمة داون بل و تخطي ذلك الى تعزيز القدرة على التعبير و التواصل بحسب ما ذكرته لي احدى الخبيرات الاساسيات في هذا المجال في مدينة مونتريال و اضافت ان ما يثير الدهشة هو قدرتهم على الإبداع و ادائهم الرائع على المسرح و حبهم التلقائي له.
اذكر هنا العديد من الجمعيات التي و بكل حرفية و جمال في مونتريال بتبني هذا البرنامج مثل Regroupment 21 بل ان المشاركين من متلازمة داون هم من يقومون باختيار الموضوع المسرحي و المشاركة في بناء السيناريو و تمثيله على الخشبة بعروض قد تتجاوز الثلاثة عروض سنوياً و هي متاحة للجمهور . تنظر اليهم اثناء عروضهم فتجد الثقة بالنفس و التعبير و الحماسة و الفرح و تلك الليونة و المقدرة على الحوار و الاداء المسرحي . ابداعهم لا ينتهي و يثير الدهشة و يقف ورائه فريق يؤمن بالفرص المتكافئة والمساواة وان الاعاقة لا تثني العزم بل تضيف له والاهم من ذلك نقاء انساني و فكري لا يبني حدوداً و حواجز و صور نمطية مخجلة عن Down syndroemبل نهج منطقي و علمي يثير الاعجاب بفهمه للإعاقة و معالجته لها لا يعتبرها وصمة بل هي مميزة و خاصة لدى الكثيرين .
الْيَوْمَ يتطور هذا المشروع و يمضي قدماً ليطرق عالم السينما و الإعاقة العقلية مرة اخرى يبنى هذا المشروع الهام أسرة Regroupment 21 في مونتريال. اَي الهام اَي شغفٍ و دعمٍ هذا الذي يرى في الإعاقة جمالاً لا بد ان يبرز و يتبلور و يقول وداعا لكل صورة نمطية لا سيما عن Down syndrome لدى حديثي مع احدى الطبيبات هنا في مونتريال ذكرت لي ان لديها ولد من ذوي متلازمة داون و اردفت حديثها انهم ليسوا مختلفين و لكنهم مميزين جداً .Very special