بقلم: يوسف زمكحل
تألمنا كثيراً لحادث الدير الأنبا صمؤئيل الإرهابي في مصر والذي أسفر عن سقوط قتلى ومصابين من الأقباط والذي جعل الكثيرين في حالة غضب مسلمين ومسيحيين وعبروا عن هذا على صفحات التواصل الإجتماعي وكانت كلمات الكاتب الكبير وحيد حامد أكثر نقداً للدولة والتي أتهمها فيها بأنها تميل للسلفية التي هي أكثر تشدداً من جماعة الإخوان المسلمين والحق يقال أن الأقباط قد استبيحت دمائهم كثيراً في السنوات الأخيرة مع الكثير من دماء أخوانهم المسلمين ايضاً، فكلنا يعرف إستشهاد عشرات الضباط وصف ضباط وجنود ومعظمهم من المسلمين نتيجة للأعمال الإرهابية في سيناء وفيهم أيضاً من أستشهد وهو خارج من بيته مثل الضابط محمد مبروك وكلنا لا ننسى أحداث مسجد الروضة الذي أسفر عن مقتل 305 من المسلمين غير المصابين في فجيعة ومأساة إنسانية وجعت القلوب . وأنا أختلف مع كاتبنا الكبير في أن الدولة هواها سلفي فكيف يكون الدولة هواها سلفياً ورئيسها هو الرئيس الوحيد الذي يذهب إلى الكنيسة في أعيادها ليقوم بتهنئتها وتهنئة كل المسيحيين ثم كيف نتهم الدولة بالسلفية والدولة تقوم بتكليف 5 وزيرات من السيدات لأول مرة في تاريخها القديم والمعاصر وتكليف 2 مسيحيين للعمل كمحافظين وأكثر من هذا تقوم الدولة بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي ببناء أكبر كنيسة في الشرق الأوسط في العاصمة الإدارية الجديدة وقرار جمهوري ببناء كنيسة في كل مدينة جديدة فالسلفية يا سيدي وأنت أكثر الناس دراية بهذا يكفرون المسيحيين ويحثون البعض على عدم تهنئتهم بأعيادهم ويصفون أن صوت المرأة بالعورة فكيف تكلفها الدولة بالعمل كوزيرة وكل هذه الحجج لا تعني أن الدولة غير مقصرة بل هي شديدة التقصير في حق مصر أولاً والمسيحيين ثانياً بتقاعسها عن إيجاد حل للخطاب الديني الذي لابد أن يتغير فبدلاً من أن يدعو لقتال وتكفير النصارى عليه أن يدعو للتسامح والمحبة كما أن الدولة تتقاعس عندما تترك المناهج التي تدعو للعنف ضد المسيحيين تُدّرس في جامعة الأزهر وشيخها الأكبر على علم بذلك ولا يُحرك ساكناً بل ويرفض تكفير داعش وهي أكبر بلاء للبشرية في العصر الحديث بما فعلته من إرهاب وجرائم تعتبر نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية . واليوم عليه أن يسأل كاتبنا الكبير وحيد حامد ماذا فعلت الدولة ضد ما يسمى بالنقاب وكم من الجرائم ترتكب تحت إسم النقاب ومنها خطف الأطفال وزرع الألغام لقتل الضباط والجنود في سيناء أما الدولة اليوم يجب أن تعمل لإنقاذ هويتها التي باتت اليوم على المحك كذلك أعطي نفسي الحق بأن أطلب من الكاتب وحيد حامد بل وأطلب من الجميع أن تكون رؤيتهم للحدث أكبر وأعمق وأشمل وخصوصاً عندما يكون الحدث كبيراً مثل حادث الأنبا صموئيل .