بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
الجزء السادس
للمتابعين لسلسلة مقالاتي «هل المسيح هو الله» في جريدة الرسالة الغراء أحب أن أقول لهم أن الأدلة التاريخية التي تثبت قيامة السيد المسيح من الأموات كثيرة ومتعددة، بعضها كنسي وبعضها أثري وبعضها عقلي وبعضها روحي بشهادة أقوى الخصوم للمسيحية وهم اليهود الذي نقل عنهم الإسلام الشئ الكثير من هذه المغالطات .. ولكن اليوم سوف أتناول شهادة عدد لا بأس به من علماء اليهود وغيرهم حول قيامة المسيح.
حيث قام الكثير من العلماء والفلاسفة والمؤرخين الذين كانوا ينكرون فيما مضى قيامة المسيح بدراسة دقيقة للوقائع الخاصة بها، حيث أنتهى بهم الأمر مع اختلاف مبادئهم وعقائدهم إلى الاعتراف بصدقها، وقد نحتاج للوقت اليسير للإتيان بأقوالهم جميعاً لذا سأكتفي بما يلي:
قال الحبر اليهودي كاوزنر في كتابه «يسوع الناصري» من المحال أن نفترض وجود خدعة في أمر قيامة المسيح لأنه لا يعقل أن تظل أي خدعة طيلة 19 قرناً .. هذا لأن كاوزنر عاش في القرن الـ 19.
كما قال «وستكوت» لا توجد حادثة تاريخية واحدة دعمتها أدلة أقوى من تلك التي تدعم قيامة المسيح.
وقال د. ديني لا مجال للشك في قيامة المسيح بعد أن غيرت يوم الراحة الذي كان يتمسك به اليهود بكل شدة.
كما قال تيودور لو كان حماس التلاميذ هو الذي ولدَّ الاعتقاد بقيامة المسيح لديهم لكان هذا الحماس قد برد شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى درجة الخمول والجمود إلا أن ظهور السيد المسيح لهم بعد موته هو الذي بعث فيهم النشاط المتواصل في ميدان خدمة الإنجيل فلا ندحة هنا من التسليم بأن هذا الظهور كان أمراً حقيقياً وليس خيالياً وهو الرأي الذي خلص إليه الأستاذ عباس العقاد في كتابه «حياة المسيح».
كما قال ستروس أحد أرباب النقد ما ملخصه «لو كان المسيح قد أُنزل عن الصليب قبل التيقن من موته كما يدَّعي البعض ليستطيع بعد دفنه أن يخرج من القبر بوسيلة ما لاحتاج لفترة زمنية طويلة للعلاج جراء ما تعرض له جسده من تعذيب لا يُحتمل .. ولعجز أيضاً عن بعث الايمان في تلاميذه بانتصاره على الموت وتوليد القدرة فيهم على التبشير بالإنجيل في كل مكان رغم الاضطهاد الكبير لهم، والذي كان يحيط بهم من جراء هذا التبشير.
وقال د. توماس أستاذ التاريخ في جامعة أكسفورد «لما طلب مني أن أقوم بتدريس التاريخ القديم وفحص أدلة المؤرخين على صدق ما جاء به من أخبار.. لم أجد خبراً أجمع على صدقه كل الأشخاص المحايدين أكثر من خير قيامة المسيح.»
وقال السير إدوار كلارك أحد كبار رجال القانون «إذا كان الشاهد الصادر هو الذي يتجلى في بساطته وثباته، وترفعه عن التأثر بالحوادث المحيطة فإن شهادة الإنجيل عن القيامة تبلغ هذه المرتبة من الصدق وإني كمحامي أقبلها دون قيد كشهادة رجال صادقين على حوادث أمكنهم إثباتها بحجج لا سبيل للتشكيك بها أو التشكك فيها..
وحتى نلتقي في العدد القادم أترككم في محبة الله وسلامه