مكتب القاهرة/ مجدى بكرى
(سماء يحيى) فنانة تشكيلية مصرية من طراز خاص ومتفرد .. فهى تعيش حالة من التحدي مع نفسها .. فهي في كل معرض تقيمه لا تتبع المألوف أو العادى .. لابد أن تقدم شكلا واسلوبا ومضمونا وأفكارا جديدة في كل معرض بل في كل عمل لها.
مشاعر جميلة تتفجر ، وأحاسيس دفينة تصحو وتنطلق مع أولى الخطوات فى معرضها الذى اقامته مؤخرا وحمل عنوان (حلاوة زمان) … عند مدخل المعرض كانت هناك (القصعة) الفلاحى تحتوى على حلوى (الجلباب) الصعيدى والعسلية وعود من البوص معلقة عليه أكياس (غزل البنات)
ويستقبلك شاب أنيق ليقدم لك كوبا من الشربات كالتى يشارك بها أهلنا الطيبين بالأرياف جيرانهم فى الأفراح .. جو بديع يجعلك تتهيأ لمشاهدة تكوينات رائعة أبدعتها الفنانة التى تدهشنا فى كل معرض بإنتاجها المبهر..
وعلى الرغم من أن سماء يحيى رسامة وفنانة تشكيلية، فإن المعرض لا يحتوى على أى لوحة.. بل هو مزيج فريد ومبتكر من المجسمات المكونة من أجزاء ربما تشاهد الكثير مثلها ملقى بإهمال فى حطام المنازل القديمة أو على الأسطح فى المناطق الشعبية أو فى غرفة Œالكرار˜ كما يسمونها فى الطبقات المتوسطة أو فى السندرة أو البلكونة فى معظم البيوت المصرية. استخدمت الفنانة هياكل راديوهات قديمة وبقايا ماكينات الخياطة Œالسنجر˜ التى شاهدت تعب وعرق ومعاناة أمهاتنا وجداتنا وهن يعملن عليها ليخرجن أجيالا جديدة… واستخدمت الفنانة أيضا Œشراعات˜ الأبواب الحديدية وأجزاء من شبابيك قديمة فى صناعة أشكال شعبية أيضا مثل مركب صغير تطير من فوقه حمامات بيضاء صنعتها بنفسها ويحتوى على عرائس من القماش Œالدمور˜ كالتى كانت تصنعها جداتنا لأطفالهن وكتل من الزجاج الملون وأكواب الشرب المصنوعة من الألومونيا ومفردات واضافات واكسسوارات كثيرة جملت بها الفنانة تكويناتها.
سماء قال عنها الناقد الراحل أسامة عفيفى: إن أعمال سماء يحي تشف عن دهشتها دائمة التوهج لدرجة أن كل عمل يعد في اعتقادي اقتراحا جديدا للجمال ورؤية جديدة للطبيعة لم يرها آلاف العابرين علي المشهد الطبيعي الذي ابتكرته. إنها تري مالم يره هؤلاء. فيتحول المشهد الطبيعي من بين ثنايا فرشاتها وأصابعها إلى صورة جمالية مدهشة فيدهشنا ما كشفته في الطبيعة من جديد ومبهر.