بقلم : على أبودشيش
يعد وادى القرود واديًا مغلقًا بجبل القرنة غربي مدينة الأقصر، ويشبه وادى الملوك في تضاريسه، وجغرافيته، وتحيط به سلاسل جبلية من الجنوب والشرق والغرب، ويطلق عليه “وادى القرود”، أو “الوادي الغربي”.
ويحتوي البر الغربي على العديد من الآثار والمقابر الفرعونية القديمة، والتي يرجع معظمها إلى الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الفرعونية الحديثة، حيث كان يمثل الوادي الغربي لمدينة طيبة “الأقصر حاليا”، عاصمة الدولة آنذاك، موضحا أن البر الغربي ينقسم إلى الوادي الشرقي، والوادي الغربي ،والمسمى بـ”وادى القرود”.
وكتب أحد مهندسي بعثة نابليون بونابرت عام 1799 تعليقاً على كشف البعثة عن مقبرة «أمنحتب الثالث» قائلاً: عندما كنا نبحث في وادي الملوك دخلنا أنا وجوليز إلى وادٍ ثانٍ وعثرنا على مقبرة لم يسجلها أحد.
وتعتبر هذه المقبرة من المقابر الكبيرة، حيث تبدأ بممر هابط طويل تليه بئر حوائطها مزخرفة بمناظر للفرعون في العالم الآخر؛ وبعد ذلك نجد حجرة ثم صالة مرسومة بمناظر ملونة غاية في الجمال؛ وبعد ذلك نصل إلى حجرة الدفن بعد عدد من الممرات والحجرات الجانبية.
وجدران حجرة الدفن مزينة بمناظر كتاب الموتى المعروف باسم كتاب «ما هو موجود في العالم الآخر» وداخل حجرة الدفن يوجد التابوت الذي عثر على أجزاء بسيطة منه وقامت بعثة جامعة واسيدا اليابانية باستكماله، ويوجد عدد من المخازن حول الحجرة، بالإضافة إلى حجرتين لدفن الملكتين «تي» و«ست آمون».
وأغلب المناظر داخل المقبرة مفقودة مثل رأس الملك أو ربات الحماية! حيث سرقت للأسف ومعروضة بمتحف اللوفر في باريس! وعلى بعد نحو 60 متراً من مقبرة «أمنحتب الثالث» عثر العالم الألماني لبسيوس على مقبرة أخرى صغيرة عام 1845، وأعطى للمقبرة الرقم (A). وأعتقد أنها حجرة لتخزين الأواني الجنائزية الخاصة بمقبرة الملك «أمنحتب الثالث»، وهي المقبرة الوحيدة بالوادي الغربي التي عثر بها على أختام الجبانة سليمة.
أما عن الفرعون «آي» الذي جاء بعد الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» عثر له على مناظر داخل مقبرة توت وهو يقوم بعمل طقسة «فتحة الفم»؛ وهي عبارة عن طقسة تعيد مومياء المتوفى للعالم الآخر كي يأكل ويسمع ويرى، وقد عثر المغامر الإيطالي بلزوني على مقبرة «آي» عام 1816
وبدأت الحفائر في الوادي ، منذ فتره علي يد البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس، بالإضافة إلى عدد من الأثريين العاملين بوزارة الآثار، وأن أعمال الحفائر في منطقة وادى القرود بالبر الغربي بالأقصر، هدفها الرئيس البحث عن إحدى المقابر التي تعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة والتي أسفرت عن اكتشاف 30 ورشة لتصنيع الأثاث الجنائزي، حيث تضيف الكثير عن حياة بناة مقابر وادي الملوك..
وأطلق الاسم على الوادي الغربي، بعد اكتشاف مقبرة الملك “آى”، حيث تم اكتشفاها على يد “جيوفانى بلزونى” عام 1817، والذي قام بحفر اسمه على باب المقبرة وتاريخ اكتشافها كنوع من الفخر بما اكتشفه، وعندما دخل المقبرة ودخل غرفة الدفن أطلق أحد عماله على المقبرة اسم “مقبرة القرود”، وذلك بسبب الرسومات المنقوشة على الحوائط والتي بها اثنا عشر قردا مرتبة في 3 صفوف.
والجدير بالذكر أن منطقة “وادى الملوك” تحتوي على العديد من مقابر الملوك والنبلاء في ذلك الوقت، إلا أن أغلبها يتركز في الوادي الشرقي، بينما يحتوى “الوادي الغربي” أو “وادى القرود” على أربع مقابر فقط، أشهرها لـ “أمنحتب الثالث” أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة ومقبرة “خپر خپرو رع “، “آى” الملك رقم 13 للأسرة الثامنة عشرة أيضًا، وهى المقبرة الوحيدة المتاحة للزوار بالوادي كله.