بقلم: يوسف زمكحل
لا شك أن فيروس كورونا سيكون له تأثيرات سلبية على العالم أجمع بما فيهم الدول المتقدمة ، فالعالم أمام هذا الفيروس يتكبد يومياً ملايين الدولارات باغلاقه لبعض المصانع والشركات الكبرى وتخفيض عدد العاملين مع تحمل الدول وإلتزامها بدفع كافة هذه المرتبات ناهيك عن التأثير المرعب لفيروس كورونا على السياحة والطيران والطاقة وعمليات التصدير والإستيراد وعن ما تدفعه الدول في علاج مواطنيها الذين أصيبوا بالفيروس ، كل هذا سيؤثر بالسلب مستقبلا على إقتصاد العالم . وكانت معظم التوقعات الإقتصادية لعام 2020 تتنبأ بسنة من النمو الثابت إن لم يكن متزايداً وقد شهد شهر يناير فعلاً أرتفاعاً في النمو بلغ من 2.9 % في 2019 إلى 3.3 في بداية عام 2020 وكان سبب هذا التوقع هو أتفاقية التجارة المرحلة الأولى بين الصين والولايات المتحدة وقامت الأتفاقية بتخفيض تأثير خروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي ، وعلى سبيل المثال سببت عدوى فيروس كورونا وإغلاق الدول لحدودها ضربة كبيرة لقطاع الطيران الذي قام بتسريح بعض موظفيه .
وعلى الرغم من الإجراءات التي أتخذها العالم لمكافحة تفشي المرض مثل إغلاق الحدود والعزلة والحجر الصحي لإنقاذ الناس إلا أنها ستجعل الأمور أسوأ بالنسبة للإقتصاد وسوف تغلق قطاعاً إقتصادياً تلو الآخر ورغم أن العالم شهد كساداً كبيراً في أعقاب الأزمة المالية عام 2008 إلا أن هذه المرة سيحتاج العالم إلى سنوات بعد أنتهاء الأزمة وفيروس كورونا . ومع أزدياد الأزمة ضراوة دفع صندوق النقد الدولي بـ 50 مليار دولار كحزمة مالية لمواجهة أزمة كورونا وقررت الولايات المتحدة دفع حزمة تمويل قدرها 500 مليار دولار والصين ضخت 173 مليار دولار وبلغت الأضرار الناجمة عن انتشار الفيروس إلى أكثر من 15 مليار دولار في الاتحاد الأوروبي و 5 مليار دولار بالولايات المتحدة و5 مليار دولار باليابان وهبطت الأستثمارات الخارجية في أوروبا إلى 400 مليار دولار وبلغت خسائر الإقتصاد العالمي 300مليار دولار وبلغت خسائر شركات الطيران العالمي 113 مليار دولار ويخشى المستثمرون من أن يؤدى تفشى وباء كورونا إلى تدمير النمو الإقتصادي والخوف ألا تكون الإجراءات الحكومية كافية لوقف التراجع.
وقد جدد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في دراسة تحليلية أن الصدمة الذي تسبب بها كورونا ستؤدي إلى ركود في بعض الدول وستنخفض نسبة النمو السنوي العالمي هذا العام إلى أقل من 2.5% وفي أسوأ السيناريوهات قد يشهد العالم عجزاً في الدخل العالمي بقيمة 2 تريليون دولار داعية إلى وضع سياسات تناسقية لتجنب الإنهيار في الإقتصاد العالمي وأخيراً أتمنى من الله أن تنتهي هذه الأزمة ويستعيد العالم عافيته من جديد وأنصح العالم بأن يمتنع عن دفع المليارات لقوى الإرهاب والحروب ويعمر الإرض بدلاً من أن يصيبها بالأوبئة والدمار لأن الذي يدفع الثمن في النهاية هو المواطن البسيط الذي تتحول حياته لجحيم .