بقلم: الدكتور غازي الفنوش
تعد طقطقة الأصابع من العادات التي يمكن أن يمارسها الناس بشكل عفوي ودون إدراك، ومن بين الأمور التي يمكن أن تجعل بعض الأشخاص يفرقعون أصابعهم بشكل مستمر، رغبتهم وحبهم لسماع ذلك الصوت المميز الصادر عن طقطقة أصابعهم، كما أنهم يعتقدون بأنها تخفف من الصغوطات النفسية، كالتوتر والخوف والغضب وحالات الارتباك، وكذاك يشعرون بأنها تزيل التعب والإجهاد وتزيد من فعالية العمل، ولكن عندما يفرقع الشخص أصابعه بشكل متكرر ومستمر من 20 إلى 30 مرة في اليوم، فإن ذلك قد يكون مرض نفسي يستوجب المعالجة، وفرقعة الأصابع شائعة لدى الرجال اكثر من النساء، ومنتشرة على نطاق واسع على مستوى العالم، تصل نسبة الأشخاص الذي يقومون بطقطقة أصابعهم بحسب الثقافات والمناطق من %25 إلى %54 ..!!
تعتبر مفاصل أصابع اليد من المفاصل الزلالية، حيث تكون نهايتي عظيمات سلاميات الاصابع مغطاة بغضرف لحمايتها من الإحتكاك، ومحاطة بمحفظة مفصلية مبطنة بغشاء يفرز سائل زلالي كثيف يعمل على تسهيل حركة المفصل، وهذا السائل يحتوي على غازات الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون وغاز النيتروجين منحلة في السائل الزلالي أثناء حركات الأصابع بشكل طبيعي، ولكن إذا أجبر المفصل بالقوة والعنف على تجاوز تلك الحدود فقد يؤدي ذلك إلى تغيير الضغط داخل محفظة (كبسولة) المفصل وبالتالي تكوين فقاعات من غاز النيتروجين داخل المفصل ومن ثم انفجار تلك الفقاعات، وعودة إنحلال الغاز في السائل الزلالي مرة أخرى يستغرق 15 دقيقة، وهذا يفسر عدم تمكن الشخص من فرقعة نفس الإصبع مرة ثانية مباشرة، بل لابد من الإنتظار مدة من الزمن لكي يتم انحلال الغاز في السائل الزلالي.
أضرار فرقعة الأصابع:
إن تكرار طقطقة الأصابع بشكل مفرط تسبب بعض الأضرار مع التقدم في العمر، ومن بين هذه الأضرار :
- حدوث ضعف شديد وحاد في قبضة اليد .
- تورم واحمرار في الأصابع .
- رعشة وارتجاف في اليدين أثناء حمل بعض الأشياء .
- تشوهات في شكل أصابع اليد في مظهرها، حيث تصبح أكثر ضخامة وذات عقد كبيرة للغاية.
- حدوث إلتواء في المفاصل وخروجها عن وضعها الطبيعي .
- إجهاد الأصابع وحدوث آلام.
- خشونة وإحتكاك مبكر في مفاصل الأصابع .
-إثارة اشمئزاز الأشخاص المحيطين بسبب ذلك الصوت، حيث أن صوت الفرقعة قد يكون مزعجا لهم .
كيفية التخلص من عادة فرقعة الأصابع :
من الممكن إتباع بعض التدابير بهدف التخلص من هذه العادة السيئة، وتتضمن البحث عن طريقة أخرى للتخفيف من الضغوطات النفسية، كممارسة التمارين الرياضية، التأمل، اليوغا، ممارسة الهوايات المحببة حيث أنها تمنح الشخص الشعور بالراحة والاسترخاء والطاقة الإيجابية، وكذلك إشغال اليدين قدر الإمكان بالقيام بشيء يلهي عن القيام بفرقعة الأصابع، مثل الضغط على كرة إسفنجية بمجرد الإحساس بحالات من التوتر والقلق، بقصد تفريغ الضغط العصبي والتوتر النفسي عليها .