بقلم: كنده الجيوش
هناك فرق كبير بين الاهتمام وبين المساعدة الحقيقية. وربما رأينا نحن جميعا هذا الفرق من خلال التعامل مع الأزمات المتنوعة التي تمر بها بلادنا.
وانا هنا لا اتحدث عن المعاملات الفردية فقط بل عن المبادرات الدولية وتوابعها.. ولست بصدد الإشادة بجهد معين او الإنقاص منه.. وإنما النظر اليه من زاوية مختلفة.
الكثير من دولنا العربية مثل الفتاة الجميلة الطيبة الى حد السذاجة التي جلب لها هذا الامر الحظ العاثر والمستغلين وكثرة الأعداء. ولكن هناك بعض الأصدقاء ولا يخلو الامر.. وتبقى النهايات بيد السماء.
وعندما ننظر الى الأزمات والكوارث السياسية والطبيعية والصحية والاقتصادية في بعض هذه البلدان مثل سوريا والعراق ولبنان والسودان واليمن تتوضح الصورة اكثر.
الجميع اهتم وكثرت التغريدات على وسائط التواصل الاجتماعي ولكن من تقدم للدعم الحقيقي اما صديق إيجابي وحليف استراتيجي وله بعد تاريخي – مع بعض المصالح حتى لا نكون ساذجين- او طامع دولي كبير ووراءه العديد من المخططات.
وللأسف نبدو وكاننا سفينة تسيرنا الرياح وليس كما قيل «بمشيئة الملاح تجري الريح والتيار يغلبه السفين…» وهذه استعارة ليست دقيقة وليس لها نفس الإسقاطات السياسية ولكني اوردها عن عجز القوة واعتقد انها تفي بالغرض هنا.
من اشد ما يكسر الكثير من شعوبنا المسكينة اليوم – بالإضافة الى السياسات والتوازنات الدولية- هي الكوارث الطبيعية والصحية التي جاءت على البشرية جميعا ولكنها تكسر الضعيف فقط… وتعلمنا من دروس الماضي ان للجميع حساباته وأنه ربما يتقدم للمساعدة ولكنه بالحقيقة يريد الاستخدام فقط.
لبنان أخذ «ساعته في الضوء» مع كارثة الانفجار وجاءت بعض المساعدات وسوف يخف الصوت ولكن لا ينحسر بعد قليل .. وكلها توازنات دولية.
في سوريا حرائق مؤلمة.. وننظر للسماء وكأن سنين طويلة من مصارعة الارهاب من جهة ومن ناحية اخرى الحرب الغوغاء المؤلمة التي قضت على مقدرات البلاد وكسرت مستقبل ابنائها لاتكفي!
وجاء بعدها الكورونا وشح الموارد والعقوبات ووو غير كاف ..وتاتي الحرائق على القليل والمتبقي وما هو جميل … واخضر …
وهنا يأتي اما الصوت والعمل والمساعدة الحقيقية… او الصدى .. ومجرد أقوال لا افعال… ولا دعم مادي حقيقي.. والحقيقة ان الدعم قليل.. رغم ان سوريا من الدول التي تكثر المطامع عليها.. ولكن الجميع له حساباته الخاصة وأيضا له طاقات معينة او حدود معينة يتحرك في إطارها .. ويبقى الانسان من يدفع الثمن في النهاية.
ونرى هذا في السودان الجميل وأهل الطيبة والمودة التي لا تنقطع… المياه الفائضة اليوم هي كارثة إنسانية حقيقية وكبيرة جدا.. السودان واهله يعانون وفيضانات وعواقب وخيمة على الصحة العامة وخاصة في زمن الكورونا… وتكثر الاصوات .. ولكنها تعود بالصدى
والصدى فقط.. واليمن … قصة اخرى من الكوارث.. وكلها حسابات دولية..
ودوما هناك صوت يعود هادرا بالمساعدة المادية الكبيرة والحقيقية .. وهناك صوت يعود بالصدى والوعود بالمساعدات الفارغة …