بقلم: عادل عطية
ما من تاريخ يرمز إلى الديمومة الحزينة، أكثر من أديم الأرض!
.. هكذا يعتقد الإنسان.
حيث: لا يتنفس، ولا يتكلم، ولا يسمع، ولا يتحرك؛ وإنما يتصلّب، ويتعفّن، ويتحول إلى
تراب!
لذلك؛ فهو: يحتقر التراب في قلبه!
ويحاربه أينما وُجد: على جسده، وعلى ملابسه، وفي بيته!
وينسی:
.. أن الإله جبل آدم – الإنسان الأول -، تراباً من الأرض.
.. وأننا نستخدمه في بناء مساكننا.
.. وأننا نستخدمه في الزراعة، والإنبات.
،…،…،…
التراب، ما يزال جزءاً من تاريخ الإنسان!
وإعادة النظر في نظرتنا إليه – في ذاتها -؛ تعبير تاريخي، وتجسيد لمواقف من الماضي:
.. فقد كرّمه الرب، بأن جعله رفيقاً للنفس والروح، وزميلاً لهما في مسيرة الخلود!
.. وكرّمه، حين صنع منه طلاءاً لعين الإنسان الأعمى منذ ولادته؛ فأبصر!
.. وكرّمه، حين كتب عليه بإصبعه المقدس: خطايا المشتكين على المرأة، التي أمسكت وهي تزني في ذات الفعل!
وهو، في البداية: ميراث النور!
ـ أليست الأرض قد إنفصلت من جسم ناري، وأخذت تبرد بطيئاً، وكلما واصلت التبرّد: يتحول سطحها إلى تراب؟!
الإنسان، إذن، أصله نور!
وهذا النور الذي انطفأ حتى صار تراباً، صار حلم الإنسان المتجدد للعودة إليه!
وجاء إلى أرضنا من هو أعظم من بروميثيوس الأسطوري – الذي قيل عنه أنه أتى بالنار من السماء؛ ليضيء للإنسان – !
جاء المسيا، الكلمة المتجسد؛ ليعلن لنا:
“أنا هو نور العالم”..
“آمنوا بالنور؛ لتصيروا أبناء النور”..
وستكافئنا السماء عند الرحيل من هذا العالم: بالنور الدافيء المريح، الذي سيكون أول ما يطالعنا، وأول ما يبشرنا بالنور الأعظم!
ـ هذا ما تحدث به بعض المرضى، الذين أشرفوا على الموت، ثم شفوا ۔!
وهذا يؤكد لنا، أننا: من نور كنا، وإلى النور نعود!…