بقلم: الدكتور غازي الفنوش
من الأمراض الشائعة في العصر الحديث ، لاسيما بالمجتمعات المتحضرة، لوجود أنواع متعددة ومختلفة من المأكولات ويُصاب به حوالي 20% من البالغين في الدول الغربية، ويحدث هذا المرض عندما يعود حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء .
ويقسم مرض ارتجاع المريء إلى ثلاثة درجات حسب معدل ظهور الأعراض :
1- إرتجاع المريء الخفيف، حيث تظهر حرقة المعدة مرة أو مرتين في الأسبوع فقط ، وقد تساعد التغيرات السلوكية في التخلص من هذه الأعراض .
2- الإرتجاع المعتدل، وتظهر الأعراض أكثر من مرتين في الأسبوع، وقد تصبح هناحاجة لاستخدام الادوية بإنتظام .
3- الإرتجاع الشديد، حيث تتكرر أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي بشكل يومي، وقد تؤدي إلى سوء في جودة الحياة .
أسباب مرض الارتجاع :
في حالة الإنسان الطبيعي يُمنع هذا الارتجاع عن طريق العضلة السفلية العاصرة للمريء، ولكن عند حدوث ضعف في هذه العضلة يحدث ارتداد حمض المعدة إلى المريء، ومن أسباب ضعف هذه العضلة العاصرة للمريء و زيادة حمض المعدة، التدخين بشراهة، والمشروبات الكحولية، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، وتناول عدد من الأدوية مثل الأسبرين والأدوية المضادة لالتهابات المفاصل، والأطعمة الدهنية الشوكولاتة، وتناول كميات كبيرة من الطعام خصوصاً قبل النوم .
و من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى هذا المرض وجود فتق في الحجاب الحاجز، والسمنة المفرطة، والحمل المتكرر .
الأعراض :
وتشمل أعراض نموذجية :
ألم في المعدة أو ما يعرف بحرقة المعدة وعادة ما تظهر بعد تناول الطعام، وصعوبة في البلع، وغثيان، وانتفاخ في البطن، وشعور بطعم مر أو حامض في مؤخرة الحلق، وحازوقة ( الفواق ) .
أما الأعراض غير النموذجية فتشمل ؛ الربو الشعبي والسعال و ضيق التنفس ، أو آلام الصدر وذلك عند تأثر الرئة بهذا الارتجاع .
مضاعفات الارتداد المعدي :
تؤدي الأحماض المعدية التي تلامس بطانة المريء إلى حدوث تغيرات في الطبقة النسيجية المبطنة لجدار المريئ و قد يؤدي ذلك إلى حدوث تقرحات والتي بدورها قد تسبب نزيفاً في الجهاز الهضمي والذي يؤدي إلى تقيؤ الدم أو ظهور براز أسود .
وإذا استمرت بطانة المريء للتعرض لهذا الحمض لفترات طويلة فإنها قد تؤدي إلى حدوث ما يسمى بمريء باريت، و مع مرور الوقت قد يتحول إلى ورم سرطاني، كما قد تؤدي إلى تضيق في المريء، وعندئذٍ يشعر المريض بصعوبة في البلع .
التشخيص :
ويتم بناءً على الأعراض التي يعاني منها المريض خصوصاً حرقة المعدة، و يتم التأكد من هذا التشخيص عن طريق عدة فحوصات :
- منظار الجهاز الهضمي، حيث يتم إدخال أنبوب مرن مزود بمصدر ضوئي و كاميرا عبر الفم، وذلك للتأكد من عدم وجود التهابات أو تقرحات في المريء، وقد يستدعي أخذ عينة ( خزعة ) إذا كان هناك مؤشرات على وجود مريء باريت .
- اختبار درجة الحموضة داخل المريء خلال 24 ساعة لتحديد أوقات و مدة ارتجاع المريء .
- قياس ضغط المريء للكشف عن وجود مشكلة في عضلات المريء، وقياس درجة التناغم والتناسق بين العضلات ، كما يعمل على قياس الضغط داخل المريء .
- تصوير الجهاز الهضمي بالأشعة السينية الظليلة ويتم التصوير بالأشعة السينية بعد أن يشرب المريض سائل الباريوم ،حيث يعمل هذا السائل على تغليف الجهازالهضمي، ومن ثم يتم تصويره في عدة وضعيات، ويمكن من خلالها تشخيص الارتداد المعدي المريئي، وتضيق في المريء ..!!
العلاج :
ويشمل بعض التغيرات السلوكية و الحياتية للمريض، التي قد تساعد على تحسين بعض الأعراض مثل :
– التركيز على إنقاص الوزن، وتقليل حجم وجبات الطعام
– وعدم الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام ، والجلوس لفترة كافية لا تقل عن ساعتين بعد تناول الطعام .
– رفع الرأس أعلى من مستوى الجسم عند الإستلقاء .
– وتجنب عدد من العادات الصحية الخاطئة، كالتوقف عن التدخين، والكحوليات .
– تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، التي تؤدي إلى تهيج بطانة المعدة .
المعاجة الدوائية :
مضادات الحموضة :
توفر هذه الأدوية استجابة سريعة وذلك لأنها تعمل على معادلة حمض المعدة ، والحد من زيادة إفرازها .
العلاج الجراحي :
بعض المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة قد تكون الأدوية غير كافية ويحتاجون إلى علاج أقوى عن طريق التدخل الجراحي، وتعتبر عملية نيسان لطي قاع المعدة بالمنظار هي العملية الأساسية لعلاج هذا المرض، وتتم عن طريق منظار البطن، او عن طريق الجراحة المفتوحة التقليدية، و تهدف هذه العملية بشكل أساسي إلى تقوية العضلة السفلية العاصرة للمريء لمنع ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء وذلك عن طريق طي قاع المعدة .