بقلم: يوسف زمكحل
بعد إنسحاب أمريكا من أفغانستان وإنهيار الأمن ووصول طالبان مرة أخرى للجكم بسرعة مذهلة وسط مخاوف دولية ممزوجة بالفشل أمام تقدم طالبان وسيطرتها على مقاليد الحكم .
وتراجع أمريكي غير مسبوق بعد 20 عاماً من إختلال أفغانستان في أكتوبر عام 2001 بعد أحداث سبتمبرمن المأسوية ومطالبة أمريكا من طالبان التي كانت تحكم حينذاك بأن تسلمها أسامة بن لادن فرفضت طالبان فدخلت أمريكا أفغانستان بحجة القبض على أسامة بن لادن وأستطاعت قتله فعلاً بعد دخولها أفغانستان بعشر سنوات وبالتحديد في 2 مايو عام 2011 وبقيت حتى 2021 حيث قررت فجأة الإنسحاب منها.
وفي ظل مشاهد الفوضي والخوف التي رايناها وصورة الطائرة التي يتشبث المواطنين الأفغان بها حالمين بالفرار من مخالب طالبان ومات من مات وأصيب من أصيب ليبقي هذا المشهد هو أصعب وأهم مشهد في عام 2021.
وإنسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وفشلها على مدار العشرون عاماً في القضاء على تنظيم طالبان يثبت أن العمل العسكري لايكفي لمواجهة العمل العسكري دون أن يصاحبه أيدلوجية فكرية تحارب ايدلوجية فكر الجماعات المتطرفة .
والمخاوف التي تظهر في الأفق من عودة تنظيم طالبان للحكم تتلخص في عدة مخاوف أهمها :
- أنه بعودة طالبان للسيطرة على مناطق عديدة من أفغاستان قد تعيد مرة أخرى تجارة الأفيون والحشيش إلى ذروتها وتصبح أفغانستان مرة أخرى مصدراً وبؤرة لتجارة وتصدير المخدرات المحرمة للعالم أجمع .
-سيطرة طالبان مرة أخرى على أفغانستان سيتيح لها دعم قوى التطرف الأخرى في الشرق الأوسط لذلك على دول الشرق الأوسط أن تدعم الفكر التنويري بشتى الطرق حتى لا تعطي فرصة للفكر المتشدد أن ينموا ويترعرع على أراضيها . - سيطرة طالبان مرة أخرى على افغانستان قد يكون هو قبلة الحياة لمشروع مد أنابيب الغاز من روسيا عبر البحر الأسود ليصل إلى الهند من خلال أراضي تركمستان ثم أفغانستان وهذا المشروع العملاق قد يغير من خريطة الطاقة في العالم مما قد يؤثر بشدة على أسعار الطاقة لدرجة ما من خلال التلاعب ببورصات النفط لمصلحتها ولمصلحة ايدلوجية التطرف التي تنتهجها .
وأخيراً دائماً ما تفشل أمريكا في حروبها الخارجية وهي فشلت في فيتنام فشلاً ذريعاً وفشلت في العراق وفشلت في افغانستان وتكبدت عشرات القتلى والمصابين ومليارات الدولارات من أموال الشعب الأمريكي والغريب لا أحد يحاكم أحد في هذا البلد الديمقراطي وعجبي!!