بقلم: خالد بنيصغي
عندما تستعمل الجزائر كل وسائل الحقد والضغينة في حق جارها المغرب بدون أي سبب منطقي ، فقط لأن جنرالات الجزائر تستفيد ملايين الدولارات من ذلك ، في مقابل تفقير الشعب الجزائري الشقيق ، فإن الجزائر بكل وسائل الدفاع عن نفسها في جل المشاكل المشتركة والمفتعلة مع المغرب تظل دون منطق ، وأما ما تقوم به الحكومة الجزائرية من محاولة تحويل جرائم الظلم إلى منطق تدافع به عن تورطها في مستنقع المنكرات والحقد الشديد للمغرب فقط لأن هذا المغرب ينطلق كقوة اقتصادية قادمة بقوة البناء والكفاح والنضال دون الحاجة إلى الغاز أو النفط .. فإن هذا الأمر يجعل الجزائر حقا في منطق خجول في كل المحافل الإقليمية والدولية .
آخر مهازل الحكومة الجزائرية قطعها للعلاقات الدبلوماسية مع المغرب ، فيما هي أصلا شبه مقطوعة ، لكن الغريب في الأمر هو كونها تعتقد أنها بذلك قد أزمت الاقتصاد المغربي ، وهذا هراء يثير الشفقة والسخرية من مثل هذه التصرفات ، وحتى يفهم المتتبع هذه القصة القصيرة ، سنحاول أن نسردها كما هي بالضبط حتى نفهم من يتسم بالحكمة والتروي ممن ينفعل بقرارات لا تليق بشعبه ، ثم لنرى في الأخير من الرابح ومن الخاسر ..
القصة القصيرة بدأت عندما استفزت الجزائر المغرب بالرخيص زعيم “ البوليساريو “ بدخوله الأراضي الإسبانية ، فكانت الصفعة الأولى للجزائر هو كيف عرف المغرب بهذا الأمر في ظل دخوله بسرية تامة ، بعد ذلك تلقى المغرب استفزازا آخر من وزيرة خارجية إسبانيا حين رفضت توضيح الأمر بما يليق بدولة أوربية ، بل إن إسبانيا هددت بالاتحاد الأوربي وأدخلته في هذا المشكل الثنائي بينهما ، المغرب لم يأبه لكل هذا بل شمَّرَ على ساعد الجد ، وبدأت الخطة الحكيمة للملكية التي تملك كل مقومات القوة والمتانة والتبصر ، وهي المقومات الموروثة أبا عن جد منذ ما يزيد عن إثني عشرة قرنا ، وهذه بعض المميزات الهامة للملكية المغربية والتي نعد القارئ أننا سنتحدث عن مزاياها في القريب إن شاء الله تعالى حتى يعرف البادي والقاصي الفوارق الشاسعة بينها وبين ما سواها من الملكيات ، وما بينها وبين كل الجمهوريات في العالم ..
المغرب أقفل ممر سبتة ومليلية بينه وبين إسبانيا ، ثم سحب لمدة يوم واحد فقط الدرك المغربي على الحدود من هاتين المدينتيْن ، فكانت النتائج مبهرة ، دخول المهاجرين السريين من دول الساحل وجنوب الصحراء إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية ، انزعجت إسبانيا ورد المغرب – ومن حقه – “ لست دَرَكِيًّا لإسبانيا أو أوربا “ هنا أدركت إسبانيا أنها ستعاني الأمرين في هذا الموضوع لأن المغرب كان يفعل ذلك من باب التعاون وليس من باب الحراسة ، أما الصفعة الأقوى فهي التي أتت من إغلاق الخط البحري لعملية عبور التي تذر ملايين الدولارات على إسبانيا التي وجدت نفسها في أزمة بسبب ضياع هذه المداخيل كلها ، فيما فتح المغرب خطا مباشرا بين فرنسا والمغرب ، وخفض الأثمان من أجل الجالية المغربية وغيرها من السياح جوا وبحرا لتسجل أرقاما قياسية ناهزت 12 مليون زائر 6 مليون منهم مغاربة ، وقد استغل المغرب في ذلك نسبة التلقيح التي تفوق بكثير الدول الإفريقية المنافسة له في السياحة ، فإن الفرق يظهر واضحا وبشكل جلي؛ فتونس مثلا لم تلقح سوى 3.6 في المائة من ساكنتها، أما جنوب إفريقيا فلا تتجاوز نسبة التلقيح فيها 0.8 في المائة، و0.7 في المائة في مصر، بينما المغرب تصل نسبة التلقيح العام 23.5 في المائة. هذا المعطى مهم لأنه يتم اعتماده في تصنيفات الدول ووزارات الخارجية والسياح وهذه الأرقام من إحصائيات يونيو فقط ، أما وحتى اليوم فيصل المغرب إلى نسبة 55 في المائة تلقيحا تاما “ أي جرعتيْن “ ويفوق 65 في المائة ممن أخذوا حقنة واحدة مما يبشر بقرب الوصول إلى المناعة الجماعية بإذن الله تعالى ) .
وهكذا نحصل على النتائج المُرْضِية بفضل الله ، فوزيرة خارجية إسبانيا لم تبرح مقعدها فاستبدلت خلال أيام قليلة جدا إرضاء للمغرب الذي قالت عنه إسبانيا إنه شريك اقتصادي وصديق جدير بالاحترام ولا يمكن التخلي عنه ، أما الرخيص زعيم البوليساريو فسيحاكم في المحاكم الإسبانية ، إضافة إلى أن إسبانيا قبلت بفتح قنوات التواصل والحوار في جل المشاكل المفتعلة مع المغرب ، بما في ذلك المشكل الاستعماري للمدينتين المغربيتين سبتة ومليلية ، فيما الجزائر ستنقل غازها عبر الباخرة لأسبانيا بأسعار تفضيلية وبتكلفة أكثر ، ستخسر معها الجزائر ملايين الدولارات لفائدة شعبها ، فقط لتغيظ المغرب ؟؟؟ متناسية أن المغرب فقط باقتصاد الفوسفاط يستطيع تعويض تلك النسبة الضعيفة جدا من معاملاته مع احتياجاته ، وذلك بالرفع من إنتاج الفوسفاط الذي يتوفر المغرب فيه على أكبر احتياط في العالم لهذه المادة التي ستكون هي مستقبل العالم في الأعوام المقبلة بحول الله تعالى ، لكن ما يحز في أنفسنا كمغاربة هو أن جنرالات الجزائر لا تنفق من جيوبها بل من جيوب الشعب الجزائري الشقيق ، وهو المتضرر الأول والأخير من كل هذه التصرفات الطائشة ، فالجنرالات الجزائرية تزداد ثراء فاحشا حراما والشعب يزداد فقرا وقهرا ، إلى أن يأتي الله بالفرج قريبا إنه على كل شيء قدير .. أما مسألة انفصال القبائل عن الجزائر التي أثارها الممثل المغربي الدائم في الأمم المتحدة فهو رد فقط ومثال نابض بالحيوية والدلائل الدامغة ، ولسنا ندري كيف انزعجت الجزائر لهذا التصريح المغربي ، بينما هي تدعم انفصاليي المغرب في الصحراء المغربية منذ 1973 ، وهي المدة التي تحمل المغرب فيها الجزائر بالصبر والثبات ، ولسنا ندري كيف يقبل المنطق هذا الأمر ( حلال علينا حرام عليهم ؟؟ ) .. دمتَ كبيرا يا وطني المغرب .. و دمتم بود