بقلم: الدكتور عبد العليم محمود
العين والكورتيزون
إذا أشار به الطبيب إليك من أجل عينيك، فإنه يدري أنك في حاجة إليه وهو عندئذ سوف يصف لك الجرعات ومدة التناول – ولكن إن تستعمله من تلقاء نفسك… فهنا تكون الخطورة .. فقد لا تكون عينيك في حاجة إليه أصلاً وحتى لو كانت في حاجة إليه .. فالذي يحدد ذلك في الحقيقة هو الأخصائي .. من أجل الحديث عن الكورتيزون في علاج أمراض العيون يشتمل على عدة حقائق ومحاذير وتفاصيل أيضا يجب أن تلم بها من أجل سلامة عينيك.
ما هو الكورتيزون؟
الكورتيزون أحد الإفرازات التي تنتج بواسطة الغدد الصماء.. وهو يفرز من الغدة فوق الكلوية ويذهب عن طريق الدورة الدموية ليؤدي أعراضا في جميع أجزاء الجسم، وإفراز الكورتيزون بواسطة الغدد فوق الكلوية يقع تحت تأثير الغدة النخامية، والكورتيزون أساسي للحياة.. وقد يؤدي نقصه إلى عواقب وخيمة قد تؤدي إلى الوفاة ومشتقاته كثيرة.. وتستعمل في علاج كافة الأمراض كالالتهابات المفصلية، وأمراض الروماتيزم، والحساسية بكافة أنواعها كالأرتيكاريا والإكزيما وحساسية العقاقير الطبية.
ما هي استعمالاته في العين؟
أما في العين فتستعمل مشقات الكورتيزون لعلاج معظم أمراض العيون .. كالرمد الربيعي والتهاب القزحية والتهاب المشيمة.. كما يستعمل الكورتيزون في علاج بعض أمراض الدم مثل اللوكيميا وغيرها.
كيف يتم استعماله؟
إذا ما ذكرنا الكورتيزون كعلاج لأمراض العيون يمكنكم استعماله موضعياً كالقطرة والمرهم أو الحقن تحت الملتحمة في العين كما يمكن استعماله عن طريق الفم في صورة أقراص، وفي هذه الحالة يعطى الكورتيزون في جرعة كاملة لفترة محدودة، وبعد ذلك تخفض الجرعة تدريجياً إلى أن يتم وقفه.
هل هو مهم في العين؟
باستمعال الكورتيزون .. تم شفاء كافة الأمراض الحادة والمزمنة بالعين .. وعادة يأتي بتأثير فعال وسريع .. ولكن استعماله يجب أن يحاط بشئ من الحذر .. حيث إنه قد ينتج عنه أضرار إذا استعمل لفترة طويلة.
ما هي مضاره؟
عند إعطاء الكورتيزون عن طريق الفم تزيد نسبة الكوتيزون في الدم على معدلها الطبيعي وبالتالي يؤثر ذلك على إفراز الغدة فوق الكلوية ويؤدي إلى الإقلال من إفرازها .. أما استعماله مدة طويلة فيؤدي إلى ضمور هذه الغدة.
لذلك وجب إعطاؤه لفترة محددة فقط على أن يقلل تدريجياً كما ذكرنا .. حتى يتم إفراز الغدة وأن يعود تدريجيا إلى طبيعته .. كذلك يؤدي كثرة استعماله عن طريق الفم إلى اختزان المياه بالجسم والوجه وزيادة في الوزن .. وقد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم أو إلى حدوث مرض السكر إذا استعمل لمدة طويلة وبغير إشراف الطبيب.
وما هي مضار استخدامه لمدة طويلة في العين؟
أما في حالة العين فقد يؤدي الاستعمال الموضعي لفترة طويلة إلى ارتفاع ضغط العين وحدوث جلوكوما أو مياه زرقاء.
لذلك يجب عند الاستعمال الموضعي في صورة قطرة أو مرهم أن يعطى بواسطة الطبيب، ويباشر المريض دورياً على أن يعطى لفترة محددة حتى لا يؤثر على ضغط العين.
وماذا عن الحالات المزمنة؟
في الحالات المزمنة: التي تحتاج إلى علاج لمدة طويلة يعطى الكورتيزون موضعياً لفترة محددة في الحالات الحادة أيضا.
هل يمكن استبداله بنوع آخر؟
بعد فترة يمكن استبداله بنوع آخر من مضادات الحساسية التي لا تؤثر على ضغط العين .. كذلك قد يؤدي استعمال الكورتيزون لفترة طويلة لحدوث كتاركتا بالعين أو مياه بيضاء، ولو أن حدوثها نادر جداً.
ما هو مرض بهجت؟
توجد بعض أمراض العين غير معروفة السبب .. مثل مرض بهجت .. وهذا المرض يحدث في صورة قرح في الفم واللثة، واللسان والأعضاء التناسلية، مع حدوث التهاب بالقزحية والمشيمة بالعين .. ويعالج هذا المرض بواسطة مشتقات الكورتيزون موضعياً وعن طريق الفم .. ولكن إذا أزمن هذا المرض يجب أن يعطى المريض عقاراً آخر لتجنب حدوث مضاعفات استعمال الكورتيزون لفترة طويلة، ومن هذه العقاقير عقار اسمه الكيميائي كلورامبيوسيل.
من هذا ينصح أن استعمال الكورتيزون بالنسبة للعين أساسي ومهم في حالات أمراض كثيرة، ولكن يجب توخي الحرص عند استعماله.. فيجب أولا أن يستعمل بإشراف الطبيب الأخصائي.
أن يكون استعماله لفترة محددة، ويستبدل بعد ذلك بعقار آخر ويراعي عند استعماله عن طريق الفم أن يعطى في جرعة كبيرة أولا تنخفض تدريجيا إلى أن يوقف ولا ضرر إطلاقاً من استعماله موضعياً لفترة محددة “أسبوعين مثلاً” على أن يباشر المريض بواسطة الطبيب وإذا كان المريض مصاباً بمرض السكر أو ضغط الدم .. أو قرحة بالمعدة.. أو الأثنى عشر فيستحسن أن يعرض الأمر على الطبيب الباطني قبل إعطائه أن نوع من مشتقات الكورتيزون عن طريق الفم.
شعرة في العين
من أقوال الشعراء عن الرموش أنها تذبح قلوب العشاق..
وإذا كان خيال الشعراء قد جعل من الرموش سلاحاً لغزو القلوب .. فإن الأطباء يؤكدون أيضاً أن نفس هذه الرموش الساحرة قد تسبب مرضاً بالعين.
متى يحدث ذلك؟
عندما يقول المريض: عندي شعرة في عيني.
فما هي حقيقة هذا المرض؟ أي شعرة في العين؟
على الرموش أن تحمي العين .. وأبسط صور هذه الحماية ما يمكن أن نلاحظه في يوم ملئ بالأتربة عندما نمر بأيدينا على الرموش يمكن أن نلاحظ هذه الكمية من الأتربة التي كان من الممكن أن تصل إلى العين.. ولكن حجزتها الرموش.
والرموش في وضعها الطبيعي لا تحتك بالعين .. إنها تمتد من الجفن العلوي والجفن السفلي .. ولكنها دائما تكون بعيدة عن العين.
وهكذا تحمي العيون دون أن تقترب منها وتؤذيها.. ولكن قد تتجه شعرة رمش إلى العين.. هنا تبدأ المتاعب .. وهذا ما نسميه “شعرة في العين”.
والأن لماذا يحدث ذلك؟
ما سبب حدوث مرض الشعرة؟
أهم سبب لحدوث هذه الحالة هو مرض التراكوما أو مرض الرمد الحبيبي، ففي هذا المرض يحدث نوع من التليف بالجفن .. وبالملتحمة ينتج عنه تغيير في اتجاه الرموش .. وهكذا تحتك بالعين.
كذلك قد تحدث الحالة نتيجة لالتهاب الجفون.
أو دخول مواد كيميائية مثل ماء النار.. وهذا ما يحدث بالفعل خلال مزاولة بعض المهن . نفس الكلام يمكن أن يقال عن الصودا الكاوية .. والبوتاس الكاوي “بوتاس الغسيل” وهي قد تصل إلى العين عن طريق الصدفة أو الخطأ. هنا تحدث الحروق بالملتحمة التي قد ينتج عنها تليف .. مما يسبب مرض الشعرة. كما يمكن أن يحدث المرض نتيجة لاصابات تحدث بالجفن.