بقلم: خالد بنيصغي
عرض التلفزيون المغربي في شهر رمضان المنصرم بعض الأعمال الدرامية والفكاهية التي لا تليق بهذا الشهر الفضيل الذي يتَّسِمُ بومضات إيمانية استثنائية بين العبد وربه ، والذي من المفروض أن يرفع همّة المسلم من أجل استدراك ما فاته طيلة أشهر السنة ، حيث نعلم أن الله عز وجل يضاعف فيه العطاء أضعافاً كثيرة ، لكن وللأسف تأبى هذه الفئة من الفنانين إلا أن تتجند لمحاربة العقيدة الإسلامية سواء عن علم (وهذه طامة عظمى) أو عن جهل (وهذا عذر أقبح من الزلة لفئة تدعي أنها مثقفة وعارفة ) .
عرضت إذن القناة الثانية مسلسلا مغربيا بعنوان “ المكتوب “ يحكي – كما جاء في الصحافة والإعلام – عن امرأة تتقمص شخصية “ الشيخة “ من أجل رد الاعتبار لها ، حيث يجب أن تتغير نظرة المجتمع لها ، بل ويجب اعتبارها من خلال ما تقدمه في “ عملها “ من ( رقص وغناء ) مثلها مثل أي عمل في البلاد ، أي أنها مثل الطبيبة والمهندسة والأستاذة ….
هذا الحال لم يرق بطبيعة الحال جل المغاربة ، ومن بينهم دُعَاتها و فُقًهائها الأجلاء ، ومن ذلك ما جاء في كلمة الداعية المغربي الأستاذ ياسين العمري الذي استنكر هذه الأعمال كما تستنكرها الفطرة السليمة لدى كل مسلم غيور على هذا الدين الحنيف ، لكن جاء رد أصحاب “ الفن “ ومناصريهم وهم يدافعون عن هذا المسلسل وكأنه كتاب مُنزَّل، لينقسم المجتمع المغربي وللأسف الشديد لمدافع عن “ الشيخة “ ، وقسم عارف بأمر دينه يدافع عن “ الشيخ“ الداعية .
والفنانون في المغرب وفي العالم العربي على العموم على ثلاثة أصناف : صنف علماني غير آبه بأمور دينه ، بل هو منتقد لكل ما هو إسلامي ، وصنف جاهل بدينه ويعتقد أنه يفهم فيه أكثر من العلماء أنفسهم، وصنف عارف لدينه لكنه يمارس فن التمثيل أو الغناء تحت وطأة “ التسويف “ بالتوبة والعودة إلى الله عز وجل ، كما حدث مؤخرا للفنان “ هاشم البسطاوي “ الذي اعتزل فن التمثيل ، وفضح الميوعة والعفن الذي يعيشه هؤلاء تحت غطاء “الفن رسالة “ فعن أي رسالة يتحدث هؤلاء ؟؟
إن نور الإيمان وظلام الكفر لايجتمعان في قلب واحد ، لذلك نسأل من يدافع عن “ الشيخة “ إذا كان لابد لها أن تختار أن تضع هذا العمل “الرقص والغناء “ إما مع الحسنات أم مع السيئات ، ففي أي جهة ستضعه ؟؟ لأنه لا يوجد هناك مكان ثالث لتضعه فيه ، فإما أصحاب اليمين أو أصحاب الشمال ؟؟ فهل تجرؤ أن تضعه مثلاً جهة الحسنات ؟؟ لهذا نقول إن أي عمل يخجل الإنسان أن يضعه في المكان الطيب فهو عمل من الشيطان .
يقول الله عز وجل : “ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا “
وهذا حال كل من يقدم أعمال الرداءة والسفاهة في شهر رمضان الفضيل ، ويعتقد أنه أحسن صنعاً ، فأعماله قد أحبطها الله تعالى كما جاء في كتابه الحكيم .
فلا مجال للمقارنة بيْن الثرى والثريا ، ونقول لكل من استهزأ أو رد بقسوة وتهكم على الأستاذ ياسين العمري إنه خاطئ ، وإنه واهم إن كان يظن أن عقيدة المغاربة ستضعف أو تضمحل، إن الإسلام في أرض المغرب الطيبة سيبقى رغم حقد الحاقدين ، وسيظل رغم محاربة شياطين الإنس له في شهر كريم أُنْزِلَ فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى .. دولة المغرب دينها الإسلام تحت رعاية أمير المؤمنين ، ومسلسل “ المكتوب“ الذي يحكي عن “ الشيخة “ بأسلوبه الخاص الذي يريد أن يضعها كما باقي وظائف المجتمع هو عمل لايليق بالمغاربة ، لذلك نقول لهم أنتم في الموضع الخاطئ .. وحياتنا لله عز وجل ..
ودمتم بود