شعر: نسرين حبيب
أَشتاقُ إلى ذاك العِناق
الّذي يَأسرُ الأعناق
وَيُثيرُ في فُضولِ مشاعِري
حَنينَ العُشّاق..
في عِناقِكَ عِنادُ اليَمام
يَختَبِرُ صَبرِيَ المُشاغِب
وَيُعَوّضُني غَرامَ الكَلام
كلام عَجائِزِ الصَّباح
على نوافِذِ الدّور
كَنَولٍ يَغزلُ الحُبَّ
كَحائِكِ سَجّادٍ يَخيطُ
سَطرًا تِلوَ سَطرٍ حتّى تَجتَمِعَ السُّطور..
تَأسرُني تَفاصيلُ حضنِكَ
كما تَأسرُ الرُّفوفُ الغُبارَ
في غُرَفِ الأرشيف
فَأَلتَصِقُ بِأَنفاسِكَ
وَأَتَنَهَّدُ بِشَغَفِ أوراقِ الشَّجَرِ إلى الحَفيف..
وَأذوبُ في ذاكَ العِناق
وَتُثيرُني أصواتُ الجُنون
وَتَختَصِرُ هَمَساتُكَ في رَأسي فوضى المُجون
وَشوشاتُكَ الصّغيرَةُ تَخدشُ حياءَ الصَّدى
تَلفُّني بين ذِراعَيْكَ لِأُلامِسَ أطرافَ المدى
تَنكشُ مَلَفّاتي العَتيقة
كَمَن يَبحَثُ عن اعتِرافٍ سرّيّ
تُقلّبُ في دفائِني الكَفيفة
فَيَزدادُ شَغَفي لِعِناقِكَ
وَأَشتاق..
أَشتاقُ إلى هذا العِناق
الّذي يَأسِرُ الأعناق..