بقلم: كنده الجيوش
تعاني كندا كثيرا من نقص شديد في الكادر الصحي والرعاية الصحة المرافقة. والموضوع يتم التطرق اليه مرارا وتكرارا سواء في المباحثات الحكومية والوزارات والنقابات المعنية أو الإعلامية أو المجتمعية.
ذلك كله رغم أن النظام الصحي بالأساس في كندا ومقاطعتنا كيبك هو من أفضل أنواع الأنظمة الصحية في العالم من حيث توفر الرعاية المجانية والخدمات المرافقة لها أما مجانا أو بأسعار بسيطة أو معقولة.
ولكن هذا يبدو أحيانا عديم الفائدة بسبب النقص الشديد في الكادر الطبي وبالتالي تأخر الرعاية والخدمات.
هذا ورغم ان كندا لديها اعداد كبيرة من الاطباء والدين عملوا في القطاع الطبي من المهاجرين الذين لا يستطيعون الدخول الى هذا القطاع والعمل فيه بسبب الشروط التعجيزية واحيانا سنوات دراسية قد تصل الى يقارب عدد السنوات التي درسوها في الخارج ورسوم مالية ضخمة للدراسة.
ويبدو أن الموضوع الرئيسي والعقبات يأتي جزء رئيسي منها من النقابات التي تحأول الحفاظ مثلا على امتيازات الكادر الطبي سواء الاطباء أو الممرضين أو الفنيين والمعالجين و..و..و..و.
وطبعا جزء مهم جدا من هذا الموضوع هو الحفاظ علي مستوى المجال الطبي ومعاييره ومقاييسه.. أي معايير عالية لدخول الطلاب الى الجامعة وكذلك منح التراخيص لمن درس في الخارج. وهذا أدى إلى أن العديد من الطلاب مثلا يذهب الى بلدان اخرى لدراسة الطب ويعود الى كندا في عمر صغير ويعادل الشهادة على مدى بضعة سنوات اضافية.
ولكن من يعاني الكثير الكثير من هذا الموضوع يبقى هو المهاجرين من الخبرات العالية التي لا يتم الاعتراف بشهاداتهم ومنحهم التراخيص.
وهنا نقول مهما كانت الأسباب والحجج المبررة فهناك حلول وسط تحافظ على المعايير والمقاييس والمميزات للكادر الطبي الحالي وفي نفس الوقت اعطاء الفرصة للخبرات العالية الدخول الى هذا المجال وخاصة ان البعض منهم امضى حياته بالدراسة ولديه خبرة عالية وتم تدمير كل ذلك بسبب الأبواب الموصدة في كندا. ودمر مهنيا وانسانيا.
هل يمكن لكندا أن تتصرف أسوة بالدول الأوربية وتسهل وتخفف هذه القيود سواء باستعمال فترة تدريبية أو رواتب أقل لفترة معينة وسلم وظيفي ومعايير لسنوات الخبرة يساعد بدخول هذا المجال لحاملي الشهادات والخبرات. نعم إن توفرت الإرادة والنوايا الصحيحة.
في أوربا تحتاج سنتين من العمل احيانا من اجل الحصول على الترخيص أو حتى فقط إجراء إداري. وحتى أمريكا المعادلة هي أسهل من كندا.
ونحن هنا في كندا نحتاج هذا الخبرات وقطاعنا الصحي يعاني والحلول كثيرة وخاصة اننا بلد للمهاجرين ونحتاج هذا الإجراء على طرفي المعادلة لمساعدة القطاع الصحي وكذلك المهاجرين الجدد. وكل ما يتطلبه الموضوع هو حلول وسط وتعامل مرن انساني ومهني اكثر مع القادمين الجدد من الخبرات.
أي نحن حول العالم ندخل مفاوضات سلام تجنب حروب حول العالم ولدينا من الامكانيات لحل المشاكل وايجاد الحلول والارضيات الوسط لتقريب وجهات النظر الكثير .. فهل نعجز عن أمر كهذا؟