بقلم: ﭽاكلين جرجس
مما لا شك فيه أن قيمة العطاء وهى قيمة جميلة لا يمتلكها إلا كل صاحب قلب نقي ووفي ، خاصة و أننا نعيش عصر مادى يغلب فيه المصلحة الشخصية و الأنانية ، و للأسف من منا يشعر في زماننا الصعب هذا بالآخر .. مين فينا بيقدم من وقته وجهده للغير..لقد وصلنا لحالة تشعرنا و كأننا نعيش في غابة كلها عنف وكراهية وتدمير وقتل وحقد .. حالة للأسف تدمر كل شيء جميل حوالينا ، لكن بالرغم من هذا كله يعيش بينا ناس يؤمنون إن العطاء يجعلنا نشعر بالأمان والراحة والسعادة والرضا ..
لكن للأسف بقينا بنكتفي بمصمصة الشفايف واحنا بنكرر الكلام عن زمن فات زمن كان فيه ناس كتيره جميلة كانوا بيعطوا بكل الحب من غيرمقابل … كانت الدنيا أمان بيهم ومليانة خير و حب وحنان بقلوبهم الطيبة ..
لذلك علينا ألا نُنكر فضل المؤسسات الخيرية و مؤسسات الدولة المعنية بالإشراف عليها فى عمل الخير و الاهتمام بالاطفال المشردين زى جمعية رسالة للأعمال الخيرية و دار أيتام جمعية بنت مصر و مؤسسة ساويرس للتنميـة الإجتماعية وكاريتاس من خلال مركز أطفال بلا مأوى للأطفال المعرضين للخطر و غيرهم كتير جدا
ونقف هنا ونتسأل أين نحن كبشر عاديين من المحتاجين ، أين دورنا كأفراد فى المجتمع .. ازاى نرسم بسمة و أمل جديد فى بكره المبشر بالخير للأطفال اللي مش بتقدر توصلهم الجمعيات دى ، وازاى نقدر نساهم فى إعلان بداية جديدة لأطفالنا المحتاجين .. و من ممكن أن يصبحوا بسهولة جدًا مشاريع بلطجية أو حرامية أو من أصحاب الفكر الارهابى فى المستقبل ، ازاى نحول فيهم الإنسان من فرد ناقم على الحياة ومليان كراهية وحقد لإنسان مبدع ومحب للغير والخير على الرغم من كل ظروفه الصعبة ..
كثير من التساؤلات وللأجابة عليها علينا أن نتعرف على قصص لاشخاص حقيقيين يعيشون بيننا أفنوا حياتهم وبذلوا أقصى الجهود لمساعدة كل محتاج و قدموا له أيادي الحب والتواصل الانساني الجميل مثل “ الأم ماجى “ أو السيدة ماجدة جبران من مصر.
بدأت الحكاية بزيارة، كان قدر لها أن تكون زيارة عابرة إلى حي الزبالين في القاهرة، فهالها ما رأت من بؤس يعيشه الناس هناك، يمسّ الأطفال تحديداً، يفتقدون إلى أبسط مقومات العيش الكريم. وقتها قررت أن تعمل أى شىء لمساعدتهم. فتخلت عن حياتها، التي لم تعرف فيها معنى الفقر أو الحاجة، وتركت وظيفتها في الجامعة الأمريكية، وكررت زياراتها إلى الحي ، وفي كل مرة كانت تلتقي عدداً كبيراً من سكان الحي، تستمع لهم ولاحتياجاتهم، وتحضر لهم بعض المؤن الأساسية، وتوزع على الاطفال الهدايا، حتى أن أصبحت “ماما ماجي” وجهاً مألوفاً ينتظره الكبير قبل الصغير بشوق و لهفة .
وفي سنة 1985، أسست ماجدة جبران مؤسسة “ستيفن تشيلدرن” الخيرية، التي تقوم رسالتها على المساهمة في إنقاذ الحياة وصنع الأمل وحفظ الكرامة البشرية للأطفال والشباب الفقراء والأقل حظاً، وتوفير التعليم والتدريب لهم بالإضافة إلى مساعدة أسرهم لتحسين وضعهم المعيشي. وخلال السنوات الماضية، أصبحت الجمعية جزءاً من المشهد الإنساني الطيب اللافت في مصر، وبسرعة امتد نشاطها ليشمل عشرات الأحياء الفقيرة.
أسست “ماما ماجي” من خلال جمعيتها 92 مركزاً توفر الرعاية والتعليم لأكثر من 18 ألف طفل، كما تسهم جمعيتها في توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنوياً،
كما أنها تقوم بزيارات تفقدية لأكثر من 13 ألف طفل يقوم فيها المتطوعون في الجمعية بتقديم الإرشاد النفسي والتدريب لهم.
كما أسست الجمعية ثلاثة مراكز للتدريب المهني للأطفال والفتيان، ودورات تدريبية للأمهات لمساعدتهن في تحسين وضع أسرهن.المادى، ويستفيد من خدمات جمعية ستيفن تشيلدرن اليوم حوالى33 ألف طفل،
لا تنتظر ماما ماجي، التى ترشحت لجائزة نوبل عدة مرات، أن تُكافأ على عملها. يكفيها أن يشار لها بوصفها صانعة أمل حقيقية أحدثت فرقاً حقيقياً في حياة من هم أحوج للأمل. فقيمة الإنسان لا تضاهيها أي قيمة أخرى ، و من خلال قصة الأم ماجى ، أدعوا كل قارىء أن يبحث حوله عن قنوات للخير قنوات حب و أمل للخير فمؤسسات الدولة وحدها لن تستطيع هى بالفعل تقدم كل ما يمكنها تقديمه و لكن لكل فرد فى المجتمع دور عليه تقديمه ، و لكل منا موهبة عليه استغلالها فى الخير .