بقلم: سليم خليل
الخالدان الأخًوان رحباني عاصي ومنصور وتبعهما الياس أحيوا شخصيات تاريخية عربية وعالمية في مسرحيات وألحان وقصائد أعتبرت ثورة في الفن اللبناني والعربي رفعت أعمالهم إلى المستوى العالمي وكان بعض شخصيات المسرحيات معروف والبعض شبه غامض مثل بطلا مسرحية جبال الصوان أبو راحج ومدلج ؛ إسمان عربيان : راجح إسم مستعمل في الكثير من البلدان العربية ، لكن إسم مدلج يبقى نادر الإستعمال ويمكن أن يوجد في المملكة العربية السعودية وجاراتها .
الفضل للانترنيت ؛ نجد أن المدعو إبراهيم غادر بلاد اليمن مع عائلته الكبيرة أطفال وبنات في مطلع إنتشار الديانة المسيحية ؛ رحلوا شمالا إلى حوران في جنوب سورية ؛ الأراضي الخصبة التي اعتبرت مخازن الإمبراطورية الرومانية بمواسم الحنطة والحبوب المختلفة .
إشتهر إبراهيم بإسم أبو راجح وكان حكيما وعادلا إلتجأ إليه الجيران لحل مشاكلهم ؛ وكان أحد أولاده يدعى مدلج الذي ورث زعامة والده إبراهم ؛ حكمت العائلة منطقة حوران لمدة خمسة قرون لغاية الفتوحات العربية الإسلامية ؛ إعتنق بعضهم الإسلام وغادر البعض الآخر شمالا إلى لبنان مدينة زحلة في سهل البقاع حيث ما تزال تقيم عدة عائلات. من زحلة غادرت بعض فروع العائلة شمالا إلى منطقة الأرز – بشري – التي كانت منطقة وعرة والإقامة فيها صعبة ؛ من هناك إنقسمت العائلة مرة أخرى والبعض ذهب إلى بيروت والى المتن بلدة كفر عقاب وآخرون إلى طرابلس وجنوب لبنان . في عهد حكم بني عثمان وفتح الهجرة إلى أميركا وأستراليا إزدهرت الهجرة وغادر مع شباب آل معلوف آلاف الشباب اللبنانيين إلى كل بلد إستقبل المهاجرين وبرز شباب آل معلوف في الغربة بذكائهم ونشاطهم وبرعوا في كافة المجالات العلمية والثقافية والآداب والسياسة .
أذكر قصة طريفة عن عبقرية أسرة من عائلات آل معلوف :
في الخمسينات من القرن الماضي وفي مدينة زحلة إشتهرت عائلة من أربعة شباب شعراء أنشدوا الشعر العربي المنظوم إرتجالا وكانت والدتهم الحكم في تقدير الأفضل بينهم .
في إحدى الأمسيات كان أحدهم في أحد مقاهي نبع البردونة الشهير (نظم الشاعر أحمد شوقي بعد زيارته زحلة أغنية يا جارة الوادي ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وأنشد هذه الأغنية كثير من المغنٍين المشهورين ومنهم السيدة فيروز)؛
كان أحدهم مع شلة شباب وصبايا وقدُم أحد الحاضرين كاس عرق لفتاة التي ما أن وضعت الكأس على شفتيها حتى امتدت حمرة شفتيها على سطح العرق الأبيض؛ خجلت الفتاة فأخذ شاب آخر الكأس وابتلع ما فيها ومسح الحمرة عن الكأس؛ إحمرت وجنتي الفتاة من الخجل فارتجل إبن المعلوف هذه الأبيات العذبة من الشعر التصويري :
عذرا للقارئ إذا كان توزيع الكلمات غير موزون لإني إعتمدت على ذاكرتي التسعينية حيث بحور الشعر أصبحت محيطات !!!
أخــذت كأسا بها خمر زلال وبدت تمتصها بالشــفتين
فاستباح الخمر لون الأرجوان سرقة عن شفتيها الإثنتين
لكنه خاف عقب فعله أن يرى ذا اللون من فــوق اللجين
فـــــرأى إخفـــاقه ولم يلــــق أحلى من محــل الــوجنتين
قيل إنه في اليوم الثاني كان سكان زحلة يرددون القصة ويتغنون بهذه الكلمات اللطيفة من أحد شعراء آل معلوف.
لمشاهير آل معلوف دواوين شعر لا تحصى وصحفيين في الكثير من مدن الإغتراب وسياسيين وأطباء إلخ…
حافظ أكبر قسم من العائلة على انتمائهم لطائفة الكاثوليك ومنهم من أصبح أرثوذوكسي وبروتستانت .؛ كما غيَر عدد منهم إسم العائلة حاليا بعد أجيال وأجيال من الانتشار في كافة بلدان الأرض يمكن القول إن عائلة المعلوف رفعت إسم لبنان وجاء الرحابنية ليكملوا المهمة بتسمية أبطال مسرحيتهم بإسم شيخ العائلة إبراهيم أبو راحج وابنه مدلج .