بقلم: يوسف زمكحل
عند كل حدث مؤسف في مصر تخرج الأفاعي من جحورها في محاولة لتعكير الجو ولإثارة الرأي العام على الدولة فتجد نفس الأشخاص الذين على خصومة مع الدولة حكومة وشعباً يخرجون علينا أمثال خالد على ويسري فودة وأسماء محفوظ وعلى رأسهم البوب طبعاً أقصد محمد البرادعي وغيرهم وبكل بجاحة يتهمون الدولة بالتقصير في حماية الأقباط وهؤلاء لم نسمع لهم صوتاً عندما قتل 21 من الأقباط على يد داعش في ليبيا إلا أن الدولة انتقمت لهم قبل أن يمر 24 ساعة ولم نسمع لهم صوتاً عندما أحرقت أكثر من 70 كنيسة على يد الإخوان المسلمين بعد سقوط نظام مرسي والدولة مسئولة فعلاً عن حماية الكنائس والأديرة ولكنها لن تفرض حماية على بيت كل قبطي فهذا لا يعقل ولكن كل المطلوب من الدولة هو فرض سيطرتها الأمنية على كل إنحاء المدينة ثم أن الكثيرين من اصحاب المصالح أو من ليس لديهم أي مصلحة يقرأون الصورة بصورة خاطئة فهم لا يرون الشهداء والمصابين الذين يسقطون كل يوم من رجال الجيش والشرطة والذين قدموا حياتهم عن طيب خاطر لمصر ومنهم من فقد ساقيه وذراعيه كل هذا من أجل مصر وشعب مصر وبصفتي مسيحي من مسيحيين مصر أقول أن دماء المسيحيين ليست أغلى من دماء إخوانهم المسلمين فدمائنا كلنا يستبيحها الإرهاب فالإرهاب ليس له دين أو وطن ، والإرهاب جبان ينظر فقط إلى مصالحه بغض النظر عن من هي الضحية وما يترتب من هذا العمل الإرهابي الذي يقوم به والإرهابيين أما جهلة يكونوا أسري لأفكار ومعتقدات دينية خاطئة أو مرتزقة يرزقون من الإرهاب والاثنان هناك من يمولهما بالمال والسلاح لتحقيق أهداف الغرض منها زعزعة الاستقرار والأمن في مصر .
وأنا ضد عملية تهجير الأقباط حتى لو كانت مؤقتة فهي بذلك تحقق ما يريده الإرهاب ولكن عليها أن تكثف جهودها في ملاحقة الإرهابيين وتعمل قصاري جهدها في بسط سيطرتها الأمنية على كل أنحاء الجمهورية الذي سيعود بالنفع على الدولة نفسها وخصوصاً إذا كانت دولة تعاني منذ ثورة يناير 2011 أزمات طاحنة بدءاً من أزمة قلة السائحين وقلة تحويلات المصريين بالخارج والانخفاض الملحوظ في مرور السفن في قناة السويس وأزمة ارتفاع الدولار وأزمة السكر وغيرها من الأزمات اليومية وهناك واجب على الدولة تكلمت عنه كثيراُ وهو أن تكون صادقة النية في محاربة الإرهاب فمحاربة الإرهابيين مهمة وواجب ولكن عليها أن تواجه أولاً الفكر المتطرف الذي يفرز في النهاية الإرهابيين القتلة كذلك على المواطنين أنفسهم دور مهم في أن يكونوا حائط صد أول ضد هذا الفكر المتخلف والمتطرف كذلك هناك دور مهم لمثقفين مصر وإعلامها في نبذ هذا الفكر المتطرف وعلينا جميعاً دولة وشعباً أن نتكاتف سوياً حتى نصل بمصر إلى بر الأمان .