بقلم: ريتا حبيب قازان
كم يبعدُ الحلمُ عن الحقيقة، وأنا في حلمِي أهواك،
أخافُ اقترابَكَ أكثر، تلامسُ طُرفَ الظلال ..
أنفاسك تعبقُ عبيرًا تلفحُ محيّاي الجاني،
تخلع عنِّي السُّهاد، تنير لُحمةَ المُقَل، تلهب فيَّ الحنين وكلَّ اشتياق ..
تحاصرني بعطرك، تقتلني بالهمس ..
تحرقني كعود الثِّقاب .. وتحفظُني “لؤلؤ فريد” في صندوق الذِّكريات،
فتسكن حقباتِ تاريخي وعلى أعتابي تتسمَّر ..
لا أملكُ العديدَ من الوجوه، ولا القلوب ..
لديَّ وجه واحدٌ يبلِّله رذاذ المطر، وقلبٌ واحدٌ لكلِّ الفصول ..
الإحساس حجرُ الأساس في الحبُّ كما الشِّعر ترجمة الجنون والهذيان .
أثور وأنتفض .. أسهرُ وأعانقُ النّجوم ..
أغيبُ مع الغروبِ برحلةِ السَّاعات حتّى يصيحَ الدِّيكُ إعلانَ البزوغ ..
أحبّك بجنوني، وأخرج عن القانون، لا تحدُّني سماء ولا دوائر محيطات ..
أسافرُ خارج حدود الوقت، أتمايلُ مثل شقائق النعمان ..
أتناثر كحبوب القمح عند الحصاد ..
أبكي عندما يبكي التُّراب، وأفرحُ بولادة النَّحل والفراشات ..
لمستُ فيكَ يا حبُّ سخريةَ القدر، فطمعتُ منكَ بحلم ..
جاريتُكَ .. فحاربتَني كما يغلُّ الماءُ بين العشبِ والشَّجر ..
حاربتكَ .. فتمرَّدت على قلبي الواهن، أذبت شموعه، وغرست في عينيه الضَّجر ..
إلى النَّومِ أعودُ أدراجي، فالهروبُ من براثنِ الأحلامِ يقينًا ..
التَّاريخُ يسكن في كلِّ الزَّوايا، يُخفي عمق الخفايا،
يُعيدُ الشَّرائطَ نَسخاتٍ منسوخةٍ، يؤجِّجُ فينا الماضي العتيق ..