بقلم : خالد بنيصغي
الإعلام أو الصحافة أو ما يسمى السلطة الرابعة ، كلها مسميات بهدف خدمة الإنسانية بإخلاص في نقل الخبر أو تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها بضمير حي يقظ .. وليس كما نرى ونشاهد اليوم من أشباه الصحافيين والإعلاميين الذين لم يعد لهم أي هدف نبيل ، بل همهم الوحيد هو زرع الفتنة أو تمرير الإشاعات المغرضة لحاجة في نفس يعقوب ..
نحن هنا قد ألفنا مثل هذه الأقلام المستهترة ، أو الأبواق المهرجة من أجل دراهم معدودة ، لكننا في هذا المقال نريد أن نطرح تساؤلات جوهرية وبسيطة من مثل : أين دور الرقابة على الصحافة بشتى ألوانها ؟؟ أين دور الجمعيات الخاصة بمجال الصحافة والإعلام ؟؟ مع أنها هي التي توزع “ بالمصادقة “ بطائق الصحافيين في كل بقاع البلد أو حتى خارجه ؟؟
ليكن مثالنا على نحو هذه الصحافة الضحلة ، وأشباه الصحافيين في المجال الرياضي ، فللأسف ومنذ قدوم المدرب الفرنسي “ هرفي رونار “ إلى المغرب لتدريب المنتخب بدأت الإشاعات الصحفية المكتوبة والمسموعة والمرئية ، مؤخرا أتت الأخبار تتسابق لتقول للمرة الأخرى إن “ رونار “ لن يبق في عارضة المنتخب المغربي وأنه سيدرب منتخب مصر أو إيران ، وفي موضع آخر يقولون إن الاتفاق قد تم مع فريق القرن “ الأهلي المصري “ لتأتي جامعة المنتخب المصري مشكورة وكذلك إدارة الأهلي المصري لتكذيب هذه الأخبار الزائفة وهذه الإشاعات البليدة .. ونفس الشيء تفعله إيران بالنفي .
المثير في هذه الأشياء كلها ليس الإشاعة في حد ذاتها ، فنحن نعيش وللأسف في زمن العبث بامتياز ، نعيش موت الضمائر عند الكثيرين من الناس بصفة عامة ، ولكن المثير للجدل هو غياب الرقابة ، فأين الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ؟؟ وما دورها إن لم يكن الأجدر بها توقيف أشباه الصحافيين هؤلاء ، وعدم تجديد بطائقهم على الأقل ؟؟ ولماذا يتم الاكتفاء دائما بالدفاع من الطرف الثاني “ المقصود بالإشاعة الكاذبة “ وخروجه فقط لتكذيب الخبر ؟؟ هل صاحب المقال مثلا مجهول الهوية ولا يستطيعون الوصول إليه بالرغم من بصم اسمه في أعلى أو أسفل المقال ؟؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد أسماء وهمية ؟؟ أم أن الجهة المكلفة بالرقابة سواء كانت هي الدولة أو الجمعية أو غيرهما عاجزة كل العجز عن القيام بدورها لتطهير الساحة المجتمعية من أمثال هؤلاء المتطفلين ؟؟
لقد تَعِبَتْ أعضاء المتلقي من قراءة أو مشاهدة أو سماع مثل هذه التعفنات الصحفية دون جدوى .. لقد فات الوقت ولا نقول قد حان لإيقاف مثل هذه الممارسات الصبيانية خاصة من إعلاميين الذين كان من المفروض أن يخدموا الجسد الصحفي بضمائر حية بدل أن يخذلوه ويضعفوه ليصير في أسوأ صوره .. لن يكون الصحفي ولا الإعلامي محترماً حتى يغير من سلوكه هذا ، أما القول بحرية التعبير فهذا كلام مردود كلما زاد عن حده وأصبح يضر بالآخرين كما يحدث اليوم ..
على كل الأطراف تحمل مسؤوليتها لتطهير البيت الصحفي من هذه التُّرَّهات بالزجر والضرب بيد من حديد على كل متطفل على مهنة الصحافة النبيلة ، هذا الأمر سيتيح لنا بدون شك إعادة البناء من لدن الصحافيين الشرفاء القلائل الذين يصمدون بإخلاص وحب أمام هذه التعفنات والخَمَج .. وسيصنعون جيلا بديلا ناجحا بكل المقاييس ، وغير هذا فإن المجال الصحفي سيلقى حتفة ذات مرة بلا شك .. دمتم بود