بقلم: كنده الجيوش
تقترب الانتخابات الفيدرالية الكندية لاحقا الشهر الجاري!
وهي انتخابات دعا اليها الحزب الليبرالي لان النتائج كانت متقاربة في الانتخابات السابقة في عام ٢٠١٩ وانتهى الأمر بتشكيل حكومة أقلية.. وعادة هذه الحكومات عمرها قصير ويتم الدعوة لانتخابات جديدة .. ولعل الميزان يثقل لاحد الأطراف لتشكيل حكومة أغلبية تسير أمورها بسلاسة .. ولا تواجه صعوبات مثل حكومة الأقلية في تمرير القرارات.
وهنا…. أقول .. انتخب ؟ أم لا؟! وماذا لو لم انتخب ! شخص واحد لن يؤثر!
أنا أعمل وليس لدي الوقت الكافي ولست انا وحدي وصوتي من سيحدد في النهاية! أفكار تدور برأس العديد منا.
ولكن هناك الكثير من الانتخابات حول العالم ومنها مثل قريب في مقاطعة كيبيك التي نعيش فيها في كندا حيث تساوت تماما أرقام الانتخاب بين المرشحين في عام ٢٠٠٣!
هل أكون انا هذا الشخص الذي لم يذهب لينتخب ! وبالنتيجة سيكون هناك شخص اخر ذهب للانتخاب وكان هو من سيحدد من سياتي الى مقعد البرلمان ليقرر تفاصيل حياتي وعملي ! ومستقبلي ! وربما مستقبل أطفالي!
أو هل أكون أنا سببا لتشكيل حكومة أقلية جديدة لانني وغيري مثلي لم نذهب للتصويت؟! وبغض النظر لمن سنصوت لهذا الحزب أو ذاك، لأن الهدف هنا أن «اذهبوا وأدلوا بأصواتكم وانتخبوا..»
وهذا المونولوج الداخلي «نعم أم لا .. أستطيع امٌ لا» ربما يتوارد على أذهان الكثيرين منا من الكنديين القدامى وبالأخص الكنديين الجدد المهاجرين.
وتشير الإحصائيات الى نسبة اقل في الانتخاب بين الكنديين المهاجرين الجدد مقارنة مع من هُم اقدم في كندا!
وحسب احصائيات كبرى فانه غالبا ا ما يبدأ الإقدام علي الانتخاب بين الكنديين ممن ولد داخل كندا في حوالي سن ٢٠ عام …بينما يرتفع الرقم الى حوالي سن ٢٥ عام بين من لم يولد داخل كندا. اَي ان من يولد هنا في كندا يبدأ مبكرا بممارسة حق الانتخاب الذي يبدأ في عمر ١٨عام.
وبينما تأتي كندا خلف الكثير من الدول الأوربية والعالم في نسبة الانتخاب في البلاد هناك بعض الجاليات المهاجرة في كندا ممن تذهب للانتخاب بنسبة اعلى من غيرها! وبينما ينشط من هم من أصول هندية مثلا او باكستانية حيث لهم تاريخ عريق بالذهاب للانتخاب يتخلف العرب عن ذلك.
وتبدو الجالية المصرية استثناءا لهذا الامر حيث ترتفع نسبة الإقبال على الانتخاب بين ابنائها.
ولست في مجال طرح الاوجه العديدة والمهمة لممارسة حق الانتخاب. ولكن عندما اقرأ بان جاليات مثل الروسية — التي لم تحظى نسبيا مثل الكثير من العرب عبر تاريخها الحديث بحق انتخاب حقيقي وديمقراطي — تستعد بصباح الانتخاب او أسبوع الانتخابات المسبقة وكأنها في يوم عيد وذاهبة لتحقيق أمنية .. وعندما اقرأ بان الجالية الهندية تتحضر وكأنها ذاهبة الى حفل استقبال رسمي بأجمل هندام !! أتوقف قليلا..
أتوقف هنا وأتساءل ماذا يمنعنا ان نكون اسياد أنفسنا ! لماذا لا نحتفل بحقنا الديمقراطي في الانتخاب وتقرير من سياتي لتحديد الكثير من القرارات المصيرية التي تتعلق بمستقبلنا ومستقبل اطفالنا سواء في العائد المادي عن اعمالنا او عائدات استثماراتنا او التعليم او مسيرة العدالة او تعديل الشهادات وإيجاد فرص العمل المناسبة او تأمين المسكن الملائم لكبار السن والأمن والحماية و الاهتمام بالبيئة التي تحيط بِنَا والسياسة الخارجية التي تنعكس على صلاتنا بالعالم الخارجي والاتفاقيات الثقافية والاقتصادية!!!
هل نبدأ بالانتخاب هذا العام ان كنّا لم نبدأ فعلا! نعم !!! الان!! وفِي كل أنواع الانتخابات الفيدرالية أو المحلية أو البلدية و..و..و..