بقلم: الدكتور عبد العليم محمود
ما هو دور الصحة المدرسية؟
من هنا تتضح الأهمية القصوى للواجب الذي تقوم به الصحة المدرسية “أطباء وهيئة تمريض” ويجب لذلك الاهتمام بمستوى الفحص الطبي الذي تقوم به الصحة المدرسية حتى:
1- يمكن اكتشاف أي ضعف أو خلل في العين.
2- أو من ناحية أخرى يجب على الآباء معاونة أطباء الصحة المدرسية في الإسراع بتنفيذ ما ينصحون به نحو أطفالهم حتى تتم الفائدة.
متى ينصح بالنظارة للأطفال؟
لقد زاد نصح الأطباء باستعمال النظارة الطبية للأطفال، وذلك بسبب اهتمام الأبوين باستشارة الطبيب وبذلك:
1- يتم اكتشاف أخطاء انكسار العين مثل قصر النظر أو طول النظر ويتم العلاج.
2- علاجها بالنظارة فينعم الطفل بإبصار طبيعي.
3- يمكنه من مشاركة أقرانه في نشاطهم وألعابهم.
4- كما يمكنه من متابعة دروسه في المدرسة وفي البيت دون إجهاد عينيه.
5- فدون النظارة لا يبصر المصاب بقصر النظر ما يكتب على سبورة الفصل في المدرسة.
6- كما لا يبصر المناظر الطبيعية الجميلة على الأنهار أو الحدائق العامة.. قد يؤدي إلى انطواء الطفل على نفسه، ويسبب له مضاعفات نفسية قد تؤثر على حياته في المستقبل.
7- وقد يرجع ما يلاحظ على بعض الأطفال من تردد وفأفأة وغباء إلى ضعف إبصارهم بسبب:
- عدم استعمال النظارة الطبية المناسبة.
- ويسبب القراءة في إضاءة غير كافية.
- أو بسبب القراءة في كتب مطبوعة بحروف صغيرة غير منظمة.
- وأن عرض الطفل على الطبيب قد يؤدي إلى تحسن الطفل في دراسته وشفائه مما يعانيه.
- وقد ينصح الطبيب باستعمال النظارة الطبية في بعض أنواع الحول.
ما هو موقف الأبوين؟
كثيراً ما يعارض الأبوان نصيحة الطبيب في استعمال أطفالهم للنظارة أو يطلبان علاجاً بديلاً عنها بحجة أن النظارة:
1- قد تشوه وجه الطفل
2- قد تنكسر أثناء اللعب فتؤذي عينيه
3- أو أن الطفل سوف يتعود على النظارة ولا يمكنه الاستغناء عنها فيما بعد.
4- هذا بالإضافة إلى خوفهم من أن يسخر زملاء الطفل منه بأنه بأربع عيون وغير ذلك من الحجج.
هل هذا كلام صحيح؟
الحقيقة أنه لا مبرر إطلاقاً لهذه المعارضة من جانب الأبوين.
1- فالطفل عادة يرحب بلبس النظارة، وبراويز النظارات الحديثة متعددة الأشكال والألوان مما يضفي على الوجه جمالاً.
2- والطفل المصاب بقصر النظر مثلاً يحتمل أن يؤذي نفسه أثناء اللعب دون نظارة ويقل هذا الاحتمال كثيراً إذا لبس النظارة وتحسن إبصاره.
3- وقلما تقع إصابات بعيون الأطفال الذين يستعملون النظارة الطبية.
4- هذا بالإضافة إلى أنواع العدسات الجديدة التي تصنع من البلاستيك غير القابل للكسر.
5- كما أن براويز النظارات تصنع بطريقة خاصة تمنع سقوطها أثناء اللعب والجري.
6- ومع نمو الطفل وتقدمه في العمر قد يستغنى عن النظارة فعلاً.
7- وقد لا يستغنى عنها أبداً خاصة في حالة قصر النظر.
8- وقد تزيد أو تنقص درجة عدسات النظارة مع النمو ولكن هذا التغيير سيتوقف تقريباً عندما يتوقف نمو الجسم أن عند حوالي الثامنة عشرة من العمر.
9- أما سخرية الأطفال الآخرين فلقد اختفت تقريباً.. وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في عدد الأطفال الذين يلبسون النظارات، فلم تعد رؤية طفل يلبس نظارة محل استغراب أو فكاهة بالنسبة للأطفال الآخرين.
10- وأما تعود الطفل على النظارة فمغالطة كبيرة، والطفل يفضل استعمال النظارة ويفضل الإبصار بها بطبيعة الحال… لأنه يبصر بها أفضل.. وليس لأنه تعود عليها.
11- وليس معنى رضاك بإبصار ضعيف دون نظارة أن ذلك أفضل من إبصار قوى بالنظارة، فلا غرابة في أن يستعمل طفل النظارة ولا خوف من ذلك أيضا ولقد استعملها أطفال يبلغون من العمر ستة عشر شهراً فقط.
ما هو قصر النظر في الأطفال؟
معظم الأطفال يولدون وفي عيونهم طول نظر بسبب صغر العين عند الولادة، ونادراً ما يولد الأطفال بقصر النظر أو يحدث قصر النظر في السنين الأولى من العمر .. ووصف واستعمال النظارة الطبية في هذه الحالات يؤدي إلى تحسين الإبصار ومنع حدوث أو مضاعفات نفسية كما سبق القول وفتح عالم جديد أمام الطفل ليراه ويشارك في نشاطه.
فدون نظارة طبية لا يمكن لهذا الطفل أن يرى شاشة السينما، أو التلفزيون بوضوح.. ولا يمكنه متابعة مباراة رياضية ككرة القدم مثلاً .. وينصح في هذه الحالات بالإضافة إلى استعمال النظارة:
1- الغذاء الجيد.
2- ممارسة النشاط الرياضي في الهواء الطلق
3- والقراءة في إضاءة مناسبة، وفي وضع صحي.
4- وعدم تقريب الكتاب كثيراً من العين.
5- والراحة المناسبة بين فترات القراءة.
6- وتجنب إرهاق العينين بطول فترات القراءة.
7- كذلك ينصح بعمل فحص دوري للعين للتأكد من سلامتها وسلامة النظارة المستعملة وتغييرها عند اللزوم.
8- وقد ينصح البعض بتوجيه هؤلاء الأطفال في حالات قصر النظر الشديد إلى تعلم أعمال ومهن أو حرف لا تحتاج إلى إجهاد كبير للعينين في المستقبل.
9- ولكن الواقع أن الطفل المصاب بقصر النظر هو الذي يميل إلى القراءة الكثيرة إذ لا يستطيع أن يمارس الألعاب والنشطات الأخرى خارج المنزل، أو خارج المدرسة فيصبح من النابغين المجتهدين.
10- أو يختار حرفة تتناسب مع قصر نظره مثل الساعاتي أو الجواهرجي، أو الرفا، أو غير ذلك.
ما هو الحول في الأطفال: “الحول الحقيقي؟”
الحول الحقيقي، وهو مشكلة يعاني منها حوالي خمسة في المئة من الأطفال، وهو ينتج من مزج صورتي الشئ المرئي بواسطة العينين في صورة واحدة وهذه القدرة تكتسب “ولا تورث” خلال السنوات الأولى من العمر.. وهذه ميزة .. تمتع الإنسان بهذه القدرة، والحول يعني ببساطة أن العين اليمنى السليمة تنظر إلى شئ والعين اليسرى مثلاً “الحولا” تنظر إلى شئ آخر. ولنا تكملة في العدد القادم