بقلم: د. حسين عبد البصير
السينما والآثار
تعتبر العلاقة بين السينما والآثار فريدة ووثيقة ووشيجة وحساسة للغاية. وتم تصوير الآثار وعلماء الآثار فى السينما منذ زمن بعيد؛ غير أنه لم يتم تصوير الآثار وعلماء الآثار فى السينما بشكل احترافى إلا فى أفلام قليلة جدًا.
وكان عقد الثمانينات من القرن الماضى هو البداية القوية للتعبير عن الآثار وعلماء الآثار في السينما بشكل كبير. ومن خلال هذا التركيز على الآثار وعلماء الآثار فى السينما، تم اجتذاب عدد كبير من الجمهور الذي تحول لعشق الآثار والتعرف إلى علماء الآثار وتقليدهم وحب مشاهد الآثار وعلماء الآثار عبر الأطياف السينمائية الساحرة للشاشة الفضية. وكان التعبير عن الآثار وعلماء الآثار فى السينما بشكل شعبي وترويجي غير فني على الإطلاق.
وسيطرت السينما الأمريكية بآلتها الإعلامية الشعبية الكبيرة بسلسلة أفلام «أنديانا جونز» على عقول الملايين عبر العالم. وقام بتمثيلها النجم الأمريكي الأشهر هاريسون فورد وقام بإخراج عدد منها المخرج الظاهرة ستيفن سبيلبرج. وصدر أولها فى عام 1981 «غزاة الأرك المفقود». وفى هذا الفيلم الذيينتمي لأفلام الحركة والإثارة، يقوم عالم الآثار والمغامر الدكتور «إنديانا جونز» من قبل الحكومة الأمريكية بالعثور على أرك العهد قبل أن يصل النازيون إليه. وثانى أفلام السلسلة هو «إنديانا جونز ومعبد الموت» (1984). وفيه يصل الدكتور إنديانا جونز إلى الهند. وتطلب منه قرية يائسة العثور على حجر يشكل أهمية بالنسبة لها. ويوافق. ويتعرف على عبادة سرية ذات أسرار خطيرة في سراديب الموتى فى القصر القديم. وثالث الأفلام هو «إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة» (1989). وفيه يذهب الأب الدكتور هنرى جونز فجأة فى عداد المفقودين أثناء البحث عن الكأس المقدس. ثم يتبعه ابنه عالم الآثار البارز «إنديانا» جونز لمنع النازيين من الحصول على الكأس المقدس.
وفى عقد التسعينيات، نصل إلى مرحلة أفلام الخيال العلمى الممزوج بالفانتازيا مع البعض القليل من الحقائق الأثرية. وكان فيلم «الحديقة الجوارسية» (1993) وما تبعه من أفلام وصولاً إلى آخر أفلام دكتور جونز، فيلم «إنديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستالية» (2008)، من أشهر أفلام هذه الاتجاه من إخراج ستيفن سبيلبرج.
ويعبر فيلم «ستارجيت» (1994) عن قضية جهاز نقل بين النجوم وُجد فى مصر ويؤدى إلى كوكب به بشر يشبهون المصريين القدماء الذين يعبدون الإله رع. ثم تصدر سلسلة أفلام المومياوات للمخرج ستفن سومرز. وكان أولها «المومياء» (1999) الذي يتناول قصة أمريكى يخدم فى الفيلق الأجنبى الفرنسى فى حفائر أثرية فى مدينة هامونابترا القديمة، فيوقظ بطريق الخطأ مومياء؛ فتقلب حياته وفريقه رأسًا على عقب. ثم فيلم «عودة المومياء» (2001) الذي يسرد قصة شحن جثة إيمحتب المحنطة إلى متحف فى لندن حيث يستيقظ مرة أخرى ويبدأ حملته من الغضب والرعب. وفيلم «المومياء: مقبرة الإمبراطور التنين» (2008) وتدور أحداثه فى الشرق الأقصى حيث يكشف ألكس أوكونيل، ابن مقاتلى المومياوات الشهيرين ريك وإيفى أوكونيل، مومياء أول إمبراطور هنا.
واحتلت أفلام الكتاب المقدس مكانة كبيرة فى هذه أفلام الآثار. وظهر فيها الملوك أمثال سليمان مثل فيلم المخرج جوناثان فريكس «أمين المكتبة: العودة إلى مناجم الملك سليمان» (2006) الذي يحاول فيه أمين المكتبة المغامر فلين كارسن العثور على مناجم الملك سليمان.
وهناك من الأفلام ما يحث على الهوية الأمريكية مثل فيلمي «الكنز القومى» للمخرج جون ترتلتوب بطولة النجم الأمريكى الشهير نيكولاس كيدج. وفى الفيلم الأول «الكنز القومى» (2004)، يتسابق بطلنا المورخ للعثور على الكنز الأسطورى قبل فريق المرتزقة. وفى الفيلم الثانى، «الكنز القومى: كتاب الأسرار» (2007) يحاول بنيامين جيتس تتبع فكرة فى مذكرات جون ويلكس بوث لإثبات براءة سلفه من اغتيال الرئيس الأمريكى الأشهر إبراهيم لنكولن.
تعبر هذه الأفلام عن الآثار وعلماء الآثار من وجهة نظر أمريكية بحتة. وتميل غالبًا إلى التجارية والسطحية والإثارة، وتمثل الآثار وعلماء الآثار من خلال الفهم الأمريكى للأمور، وتدمج التاريخ التوارتى فى عدد كبير منها، وتستخدم الخيال العلمى. وتعبر عن الصحراء والشرق من منظور استشراقى واضح. وتخلط الحقيقة بالخيال والأسطورة من أجل صنع حبكة تجارية تخاطب الشباك وتداعب خيال الجماهير عبر العالم أجمع.
هى أفلام مثيرة وشيقة وممتعة، غير أنها بعيدة عن حقائق الآثار والعالم الحقيقى لعلماء الآثار.
تمثال جد حور الشافي
آمن الفراعنة بالسحر وقوة الكلمة المكتوبة والشفاء من خلال قوتها السحرية. وآمنوا كذلك بقدرة الكلمة على التنكيل بمن يعرض آثارهم وأعمالهم الأخروية للاعتداء والتدمير. وكان من بين ذلك ما عُرف بـ»لوحات حورس السحرية».
ويأتي تمثال جد حور الشافي بين أهم الأعمال القادمة لنا من مصر الفرعونية. وتم نحت تمثال الكاهن جد حور الشافي من البازلت الأسود. وهو من أشهر التماثيل الفرعونية بالمتحف المصرى بميدان التحرير. ويوجد في الدور الثاني في المتحف. وجاءت الشهرة الطاغية لهذا التمثال من الشائعات التي انتشرت حوله، والتى تدعي أنه تمثال «مسحور»، وهي شائعات وليست لها أي أساس من الصحة، وليس هناك أي دليل علمي يؤيدها.
ويعود تاريخ هذا التمثال إلى العصر المتأخر من تاريخ مصر الفرعونية. وينتمي إلى نفس المدرسة الفنية والسحرية التي أنتجت ما يعرف بـ»لوحات حورس السحرية». ويعتبر تنويعًا عليها. وظهرت «لوحات حورس السحرية» في العصر المتأخر. وكانت تُستخدم لأغراض علاجية عديدة، خصوصًا العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة.
وقُصد بالرموز المحفورة على تلك اللوحات مخاطبة عالم آخر، وهو العالم النجمي أو «دوات» في اللغة المصرية القديمة. وكان العالم النجمي في نظر المصري القديم هو عالم يتداخل مع الحياة الأولى، ولم يكن منفصلاً عنها، وكان هو العالم الذي تذهب إليه الأرواح بعد الموت، وكان أيضًا المصدر الذي تأتى منه كل الأشياء، وكانت أيضًا تكمن فيه أسباب كل الأمراض. وكان الكهنة في مصر القديمة يقومون بمعالجة المرضى عن طريق الاتصال بهذا العالم الخفي.
وكانت لوحات حورس السحرية جزءًا من طقوس السحر في مصر القديمة. وكانت رموزها تخاطب العالم النجمي. ويحمل تمثال جد حور الشافي كل الرموز الموجودة بلوحات حورس السحرية. فالكاهن يجلس وأمامه لوحة مصور عليها حورس الطفل يطأ بقدميه تمساحين يتجه كل منهما عكس الآخر. وكانت التماسيح في العالم النجمي رمزًا للخطر الكامن الذي كان لا يراه الإنسان. فكان التمساح يقبع تحت سطح الماء. وكان يتربص بضحيته حتى إذا توهمت الضحية أن الماء آمن، انقض التمساح عليها من تحت الماء. ويطأ حورس التمساحين بقدمه كرمز للتغلب على الأسباب الكامنة للأمراض. ويمسك حورس في إحدى يديه أسدًا، وفى اليد الأخرى غزالاً، رمز الشراسة والوداعة. ويقف حورس الطفل متزنًا. وهذا الاتزان هو سر الشفاء؛ فالمرض في الأصل هو عبارة عن خلل في توازن الانسان. وما تفعله الرموز الموجودة بلوحات حورس السحرية هو أنها تخاطب العالم النجمي بلغة الرمز، وتعيد التوازن إلى المريض مما يساعده على الشفاء. وفوق حورس هناك رأس الرب «بس» المختص بحماية الأطفال. وهو يحمي الطفل حورس في مهمته.
وتمثال الكاهن جد حور الشافي مغطى بالكامل برموز تخاطب العالم النجمي. ورموز الحيات والعقارب من أكثر الرموز انتشارًا بالتمثال. وفوق ظهر التمثال صورة للرب «حكا»، رمز السحر الكوني. وكان التعامل مع التمثال وما يحمله من رموز يتم باستخدام الماء، حيث كان يقوم الكهنة بصب الماء فوق التمثال وتركه ينساب ويتجمع في حوض صغير تحت أقدام حورس الطفل. وكان يُترك الماء يتفاعل مع الرموز الموجودة بالتمثال حيث كان يتم شحن الماء بطاقة هذه الرموز القوية. وبعدها كان يُعطى الماء للمريض ليشربه أو يغتسل به، حيث كانت تقوم طاقة الماء بإحداث التوازن داخل جسم المريض وتساعده على الشفاء.
وللتمثال حضور قوي للغاية، وبه طاقة لا يمكن تجاهلها. ولا يمكن تجاهل تلك الابتسامة الهادئة على وجه تمثال جد حور الشافي. وهي ابتسامة كلها طمأنينة وسكينة. وتعد طاقة إيجابية يبثها التمثال بقوة في المريض فتساعده على الشفاء. إنها مصر الفرعونية الساحرة ذات السحر الذي لا يُقاوم.
فراعنة غير مشهورين
إن هناك عددًا كبيرًا من الملوك الفراعنة المهمين لكنهم غير مشهورين أمثال الملوك المعروفين أمثال مينا وأحمس وحتشبسوت وأخناتون وتوت عنخ آمون ورمسيس الثاني. فهناك على سبيل المثال، عدد كبير من الملوك الفراعنة نذكر منهم ما يلي:
الملك سنفرو
الملك سنفرو هو مؤسس الأسرة الرابعة فى عصر الدولة القديمة أو عصر بناة الأهرام، ووالد الفرعون الشهير الملك خوفو صاحب هرم الجيزة الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب العالم القديم. وحكم مصر لفترة زمنية طويلة قدرها البعض بحوالى 24عامًا والبعض بثلاثين عامًا، بل ذهب البعض وأعطاه فترة حكم تبلغ 48 عامًا، غير أن فترة حكم هذا الملك كانت ما بين 30 عامًا ولم تصل إلى 48 عامًا. ومن أهم آثاره بناء أربعة أهرام فى منطقة دهشور فى محافظة الجيزة وفى منطقة ميدوم فى محافظة بنى سويف وفى منطقة سيلا فى محافظة الفيوم. ويعد بذلك الملك الوحيد الذي بنى أربعة أهرام بين ملوك مصر الفرعونية. وتم فى عهده تقديم إبداعات جديدة فى بناء وتصميم الأهرامات المصرية. وكان من بين أهمها بناء أول هرم كامل فى تاريخ العمارة المصرية وهو الهرم الشمالى أو الهرم الأحمر فى منطقة دهشور والذي سبق بذلك هرم الجيزة الأكبر لابنه الملك خوفو غير أنه كان أقل منه فى الارتفاع. وكان لابد للفرعون أن يخرج فى حملات عسكرية خارجية كى يجلب ما تحتاجه هذه المبانى المعمارية الضخمة من مواد وعمال. فكانت سياسة هذا الفرعون الخارجية تقوم فى المقام الأول على إمداد منشآته المعمارية بكل فريد وضرورى وغير موجود فى الأرض.
الملك بيبى الأول
حكم الملك بيبى الأول فى الأسرة السادسة قرب نهاية عصر الدولة القديمة. وقام بيبى الأول بانتهاج سياسة توسعية فى النوبة وعمل على وصول وتأمين طرق التجارة إلى بلاد بعيدة عن مصر مثل لبنان والصومال.
وفى عهده، تم تكوين أول جيش نظامى فى مصر. ومن بين أشهر كبار رجال دولته الموظف الشهير ونى الأكبر صاحب المقبرة الموجودة فى أبيدوس فى سوهاج.
ومن الجدير بالذكر أنه فى عهد هذا الملك تعرضت الدلتا المصرية لغارات عديدة من البدو الموجودين على حدود مصر الشمالية الشرقية والتى أطلق عليهم النصوص المصرية «عامو حريو شع» أى «الأسيويين الموجودين على الرمال». ومن أجل صد هجماتهم التى لم تفلح الحاميات العسكرية القليلة العدد فى هذه المناطق فى التصدى لها، قام بيبى الأول بتكليف ونى الأكبر بقيادة حملات عسكرية فى بلاد الشام. فتم القيام بتأسيس أول جيش نظامى مصرى قوامه العديد من الآلاف من المجندين المصريين من جنوب مصر إلى شمالها، فضلاً عن عدد كبير من النوبيين والليبيين الموالين لمصر. ونجح ونى الأكبر فى قيادة هذا الجيش المصرى النظامى الباسل والقضاء على هجمات البدو.
الملك مونتو حتب الثانى
بعد عصر طويل من الاستقرار السياسى، انقسمت البلاد، وشهد عصر الانتقال الأول انهيار الدولة والسلطة المركزية وطغيان سطوة حكام الأقاليم المصرية وبزوغ نجمهم. وفى النصف الثانى من عصر الأسرة الحادية عشرة، ظهر الفرعون مونتو حتب الثانى نب حبت رع، ووحّد مصر، فأصبح الموحد الثانى للأرض المصرية بعد الملك مينا الأول، وأسس الدولة الوسطى. وحكم الملك مونتو حتب الثانى حوالي 51 عاماً، ووحّد مصر تحت سلطة ملك واحد فى حوالي عام حكمه التاسع والثلاثين، مُنهياً بذلك عصر الانتقال الأول، ومؤسساً عصراً من الاستقرار السياسى والرخاء الاقتصادى للبلاد. وعندما صعد مونتو حتب الثانى لحكم البلاد فى منطقة طيبة «الأقصر الحالية»، كان يحكم جزءاً كبيراً من البلاد، ورثه عن سابقيه، يبدأ من الجندل الأول فى منطقة أسوان جنوباً إلى الجنوب من منطقة أبيدوس فى محافظة سوهاج فى صعيد مصر شمالاً.
الملك أمنمحات الأول
الفرعون أمنمحات الأول هو فرعون قادم من الجنوب المصرى العريق. وهو أول ملوك الأسرة الثانية عشرة التى تعتبر قمة مجد عصر الدولة الوسطى، الفترة الذهبية الثانية بعد عصر الأهرامات فى الدولة القديمة.وأغلب الظن أن هذا الملك كان الوزير أمنمحات الذي قاد حملة إلى منطقة وادي الحمامات فى عهد سلفه مونتو حتب الرابع، والذي ربما كان شريكه فى الحكم. ولا ينتمي أمنمحات الأول إلى الدم الملكى. وهناك عدد من الأعمال الأدبية التى تعتبر دعاية سياسية له لإصباغ الشرعية على فترة حكمه مثل «نبوءة نفرتى» و«تعاليم أمنمحات». وتأثر فى العمارة بأهرامات الدولة القديمة، خصوصا أهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة. وقام بنقل العاصمة من العاصمة القديمة طيبة (الأقصر الحالية) إلى «إثت تاوى» (أى القابضة على الأرضين)، وتم دفنه فى هرمه فى منطقة اللشت فى الجيزة.
الملك سنوسرت الثالث
يُعتبر الفرعون سنوسرت الثالث أعظم وأقوى فراعنة الأسرة الثانية عشرة والدولة الوسطى المحاربين. وحقق فى عهده مجد مصر العسكرى والقوة والرخاء كأقصى ما يكون المجد والقوة والرخاء فى ذلك العصر البعيد. وأضفت كل هذه الأبعاد عليه المسحة الأسطورية، وجعلت منه رمزاً لجميع المصريين وأيقونة يقلدها كل ملوك مصر اللاحقين.
وأدت حروبه العسكرية التى تُدرس فى الأكاديميات العسكرية إلى سيادة الاستقرار والسلام والرخاء الاقتصادى الوفير فى أرض مصر الطاهرة، وحطَّم أسطورة حكام الأقاليم التى لا تُقهر، وحجَّمهم لأقصى ما يكون التحجيم، وقام بنهضة كبيرة فى الأعمال المعمارية والفنية والملاحية والزراعية وأعمال الرى لم يسبق إليها أحد من قبل. وازدهرت فى عهده التجارة ووصلت إلى أقصى بلاد الجنوب وإلى الشمال مع بلاد الشام. وازدهرت أعمال الملاحة فى عهده، وقام بمد قناة تحمل اسمه تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر نهر النيل الخالد. وتوسع العمران فى عهده بشكل مذهل. كل هذه المظاهر الحضارية المشرفة دفعت المصريين إلى تقديس الفرعون المقاتل سنوسرت الثالث فى حياته، وكان فى ذلك من بين الفراعنة المعدودين الذين تم تقديسهم وعبادتهم فى حياتهم على الأرض.
الملك سقنن رع
الملك سقنن رع تاعو، أو الملك سقنن رع جحوتى عا، أو الملك سقنن رع تاعا الثانى، هو أحد ملوك الأسرة السابعة عشرة التى كانت تحكم جنوب مصر فقط من منطقة طيبة (الأقصر الحالية). وفى الفترة العصيبة من حكم مصر، كانت البلاد تقع تحت احتلال الهكسوس البغيض. وكانت هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها احتلال جزء كبير من الأرض المصرية لفترة زمنية تبلغ القرن من الزمان. وكان الهكسوس يسيطرون على شمال مصر، وأعنى منطقة الدلتا المصرية العريقة، وكان نفوذهم يمتد إلى مصر أقاصى الوسطى. وسقط الملك سقنن رع تاعا الثانى شهيدًا فى معركة الشرف والكفاح كى يحرر مصر من محنة الاحتلال الهكسوسى البغيض. وتوضح مومياء الملك البطل الموجودة فى المتحف المصرى فى ميدان التحرير موته متأثرًا بجراحه فى معركة الشرف. وتم التأكد من هذا الأمر بعد أن تم تجريب بعض الأسلحة التى استخدمها الهكسوس وتطابقها مع معظم الجراح الموجودة بالجمجمة فضلاً عن سوء التحنيط الذي تم لهذه المومياء نظرًا لسرعة تحنيطه فى ساحة المعركة.