بقلم: خالد بنيصغي
عديدة هي نوائب الدهر التي تأتي فجأة بسبب منطقي أو بدونه .. الدول العربية برمتها تعيش أوضاعاً متفاوتة الصعوبة ، والمغرب واحد منها وهو الذي يعيش حتى الآن موسما فلاحيا صعبا ينذر بجفاف وشيك بسبب تأخر التساقطات المطرية .. ومع هذا تطفو مشاكل أخرى تزيد الوضع تأزماً بسبب أنانية المواطن المغربي في أحايين كثيرة ، ففي الوقت الذي ينتظر فيه مساعدة الوطن ولو بالصبر عن الإلحاح بالمطالبة بحقوق سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة نظرا للظرفية الصعبة والأزمة العالمية القاسية التي أضرت بمصالح العالم، وفي الوقت الذي تهتز فيه الأرض تحت أقدام ساكنة الريف المغربي لمدة أسبوع متوالي بالناظور والحسيمة والدريوش والمناطق المجاورة مهددة بزلزال محتمل – لا قدر الله –
أقول – في هذا الظرف العصيب – فكل هذا لم يشفع للطلبة الأساتذة أن يوقفوا مسيراتهم واحتجاجهم وتهديداتهم بتصعيد الموقف ، في حين أنهم وقعوا على عقد ينص على فصل التكوين عن التشغيل ، وأن الشهادة المحصل عليها ستتيح لهم اجتياز مباريات أسلاك التعليم العمومي بحسب احتياجات الدولة المغربية في هذا القطاع أو التعليم الخصوصي الذي هو متاح لهم بشكل شبه مؤكد .. كما تجدر الإشارة إلى أنهم بمفردهم المخول لهم اجتياز مباريات أسلاك التعليم العمومي ، كما أن وزارة التعليم خصصت سبعة آلاف مَنْصب فيما عدد الطلبة الأساتذة لا يصل إلى عشرة آلاف طالب ووعدت الدولة بتنظيم مباراة ثانية لغير المتفوقين في المباراة الأولى ، فيما يطالب الطلبة الأساتذة بإرجاع المنحة كاملة كما كانت في السابق بعدما قررت الحكومة المغربية تخفيضها إلى النصف ، لكن الطلبة الأساتذة يتناسون أن إرجاع المنحة كما كانت يفوق بكثير الميزانية المخصصة لهذا المجال بحيث كانت الدولة تأخذ في تكوين الأساتذة عددا لا يتعدى ربع الرقم الحالي أي حوالي ألفي طالب متدرب – حسب المناصب المتاحة – بمعنى أن الدولة رفعت من عدد المستفيدين من التكوين ورفعت أيضا من عدد المناصب ، ومع كل هذا يصر الطلبة على إسقاط المرسومين ، وبالتالي تبقى مصلحة الوطن مؤجلة إلى تاريخ غير مسمى .
وفي سياق آخر تبقى معاشات الوزراء والبرلمانيين تعبير آخر عن أنانية من يمثلون المغاربة في التشريعات الكبرى وسن القوانين ، أصوات الشعب المغربي تتعالى لإلغاء هذه المعاشات التي تضر بالمصالح الوطنية لأن الأصل في الحصول على المعاش أن تكون الخدمة لمدة طويلة في أي قطاع كان ، وليس لمدة خمس سنوات فقط ؟؟؟؟
كان من المفروض أن يستجيب الوزراء والبرلمانيون لنداء الحق وإلغاء هذه المعاشات ولو على سبيل التضامن مع الفقير والمعدم وتحسيسه بالتضحية اتجاهه ، خصوصا أن إلغاء هذه المعاشات لن يضر بالوزراء ولا بالبرلمانيين المغاربة ولن يفقرهم إلا أن يشاء الله .
وتبقى الإشارة إلى أن هناك فئة ولو على قِلَّتهم من الوزراء والبرلمانيين من عبر عن موقفه بالتنازل عن معاشاتهم تضامنا مع المغاربة المعوزين ، إلى هؤلاء نرفع القبعة احتراما وتقديرا ، ولكل من يقف حجرة عثرة أمام تقدم المغرب والمغاربة نقول له : تذكر دائما أن من حق الوطن عليك أن يطلب حياتك فتمنحها له دون تردد ودون أي شرط أو قيد .






























