بقلم: فـريد زمكحل
فاقت الممارسات الأمنية العشوائية في مصر حد المقبول وحيّز المسموح به والمتعارف عليه دولياً في ميثاق وقوانين حقوق الإنسان، الأمر الذي بات يؤثر بالسلب على دعائم وأركان الجمهورية الجديدة ويشكك في مصداقية أهدافها وتوجهها العام على المدى القريب والبعيد مع التراجع الملحوظ والمؤسف في المساحة الممنوحة لحرية الرأي والتعبير بشكل ملحوظ ومُلفت للنظر، سواء على المستوى الشعبي أو الإعلامي المنوط به أن يكون همزة الوصل بين الشعب وبين نظامه الحاكم بمختلف أجهزته ومؤسساته السيادية في نقل معاناة المواطنين للدولة للعمل معاً على التخفيف من هذه المعاناة وإيجاد الحلول المناسبة لحلها والتصدِّي لها من خلال فتح قنوات للحوار المجتمعي يتسم بالشفافية والاحترام المتبادل بين الجميع، والذي لا يمكن بحال من الأحوال أن يحدث وسط هذه الممارسات الأمنية غير المشروعة التي تخلط وتُصنف حرية الرأي والتعبير ضمن الممارسات الإرهابية ضد الدولة المصرية وسط غياب وتقاعس الأجهزة الرقابية والقضائية عن القيام بدورها المنوط به الحفاظ على فصل السُلطات وعدم السماح بتوغل أي سُلطة على الأخرى وخاصة الأمنية بحجة حماية النظام الذي وصل إلى السلطة بتفويض من الشعب أو غالبية الشعب في الداخل والخارج، الذي تقوم الأجهزة الأمنية بالتجسس عليه والحجر على رأيه بأسلوب غير مفهوم أو مسئول ويؤثر بالسلب على علاقات مصر الخارجية مع الكثير من دول العالم الكبرى.
نعم هذه هي الحقيقة التي يجب أن يَعيها الجميع لتصحيح الوضع قبل فوات الآوان دون الحاجة لإرسال من يتجسس على المصريين من المعارضين للنظام في الخارج، كما حدث في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية في شكل مُعيب أساء لمصر والنظام بصورة غير مسبوقة وللمصريين الموجودين في الخارج ولهذه الدول التي استقبلتهم للعيش على أراضيها من خلال أنظمة ديمقراطية تبيح وتُبيح لكل منَّ يُقيم على أراضيها حرية الرأي والتعبير طالما كان في حدود ما يسمح به الدستور ووفقاً للقانون وبعيداً عن أي شكل من أشكال العنف والإرهاب.
أقول هذا على أمل ورجاء أن يتنبه النظام المصري للعواقب الدولية الخطيرة التي من الممكن أن تترتب أو تفرض أو تطبق ضد مصر إزاء هذه الممارسات المرفوضة والتي لم ولن تتسامح معها الأنظمة الديمقراطية الكبرى تحت أي مسمى لأن هناك من يراقبها ويحاسب عليها إن آجلا أو عاجلاً وهو ما لا نرضاه لمصر أو لنظامها الحاكم الذي فوّضه الشعب لحكمه لا الأجهزة الأمنية التي باتت تعمل ضده!!
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.