بقلم: بهيج وردة
«لا تحزنوا يا أصحابي رح نرجع نتلاقى». لم تتوقف هذه الجملة عن الرنين في رأسي مذ سمعتها في ألبوم فيروز «ببالي» الذي صدر كاملاً في سبتمبر/ أيلول الماضي، لأن الجدل الذي بدأ انطلاقاً من لحظة صدور الأغنية الأولى «لمين» من الألبوم الجديد يوم 21 حزيران/ يونيو، والتي كانت تحية للشريك الراحل عاصي، لم يتوقف مع صدور الألبوم.
بصدوره لم أعرف هل يعطي «ببالي» كاملاً فكرة أوسع عما أرادت فيروز أن تقول، أو ما لم ترد قوله!، ربما.
بعض الفيروزيين راضون، فيما الجزء الأكبر منهم ليس كذلك. إذ بعد سبع سنوات من الغياب عن الألبوم الأخير « إيه في أمل» يأتي الجديد مخيباً للآمال بعض الشيء. هذا الجدل ليس جديداً ولم يتوقف يوماً منذ بدأ تعاون فيروز مع زياد، ولطالما انهالت سهام النقد على الكلمات التي اختارها لها الابن الأكبر لفيروز، لكن الموضوع لطالما كان رهينة الوقت، فهل يلعب الوقت لصالح ريما (عرابة الألبوم وصاحبة كثير من الكلمات فيه) هذه المرة؟.
لكن يصعب الحديث عن جديد فيروز دون التطرق إلى الغائب الأساسي عن الألبوم. زياد. أين هو زياد الرحباني؟. الكثير من العارفين والمقربين من زياد يعلمون بوجود أغنيات جاهزة حبيسة الأدراج مخصصة لفيروز، إلا أن الدور الرئيس في هذا الألبوم كان لريما. إنما السؤال الأبرز هو إلى متى؟. منذ فترة تحدث الناقد عبده وازن عن أغنيات ثلاثة لحنها السنباطي لفيروز مسجلة وحبيسة الأدراج!.
كيف يمكن معرفة ماذا يدور في بال فيروز؟. هل المشكلة من ريما؟. الصبية التي كانت تغني لها فيروز كي تنام!. الصبية التي كانت صغيرة كبرت. وفي رصيدها أغنيات مصورة، ومسرحية لزياد «بخصوص الكرامة والشعب العنيد»، والكثير من إطلالات فيروز المناسباتية بتوقيعها. الجمعة العظيمة على سبيل المثال، إلا أن الحياة كما تغني فيروز حكاياتها «مش دايما سعيدة».
لا مانع من أن يقول بعض الفيروزيين بأن من حق فيروز أن تغني ما تريد، ولكن بالمقابل من المنطقي أن يرى من خيب هذا الألبوم آمالهم بأنّه كان لا بأس في أن تغني ألحاناً عالمية مع الشغل على كلمات أكثر عمقاً، أوبكلمة أدق أقل سذاجة تستحق هذه المغامرة.