اعتدت منذ أعوام عديدة مضت على إجراء مثل هذا الحوار مع الرجل الأول المسئول عن إدارة مجموعة محلات أدونيس، ألا وهو الأستاذ جميل شعيب، لإلقاء الضوء على كل جديد قامت به المجموعة أو تنوي القيام به، وبالفعل كان لي ما أردت أو بالأصح ما اعتدت عليه في هذا الخصوص، حيث التقيت به في مكتبه صباح يوم الثلاثاء الماضي وكان كعادته بشوشاً رقيقاً سعيداً برؤيتي وبإصراري على أن يكون هذا الحوار أكثر من ناجح وأكثر من متميز .
بعد أن قمت بالترحيب به على صفحات جريدة الرسالة دار الحوار التالي:
س: استاذ جميل شعيب بصفتك الرجل الأول المسئول عن إدارة هذه المجموعة الناجحة (مجموعة أدونيس) على مدار كل هذه السنوات، وبكل تأكيد عن النجاحات الكبيرة التي حققتها هذه السلسلة في مجال المنتجات الغذائية تحت إدارتكم الشخصية فهل هناك من جديد في إطار هذه المسيرة يمكننا الإضطلاع عليه من خلال هذا الحوار؟
ج: أولاً أحب أن أشكرك على اتاحة لي هذه الفرصة للتحدث والتواصل من خلال جريدتكم الغراء الرسالة مع الجالية العربية في كندا بصورة مباشرة… لذا أحب أن أقول لك وبكل صراحة هناك دائما جديد وخصوصاً في هذا العام الجاري، عام 2017، حيث هناك نقطة تحول مهمة في تاريخ هذه المؤسسة، وتحديدا بعد حوالي 6 اشهر من اليوم، حيث ستتولى إدارة شركة مترو إدارة مؤسسة أدونيس بعد حصولها على حصتها الثانية بشكل كامل، يعطي لها الحق في إدارة هذه المؤسسة، إلا أنني أحب أن أطمئن جموع العملاء بأن كل شئ سيبقى على ما هو عليه بما في ذلك العاملين ونوعية المنتجات الغذائية المعروضة في جميع المحلات، وسيكون ابن عمي ميشيل شعيب المسئول عن الإدارة خاصة وهو صاحب خبرة طويلة تمتد لأكثر من 30 عاماً في هذه المؤسسة التي ستشهد افتتاح المزيد من الفروع خارج مونتريال وتحديداً في كل من العاصمة اوتاوا ومدينة تورنتو، وكما قلت لك مع بقاء كل العاملين والمسئولين الحاليين في مواقعهم دون أي تغيير، وأنا هنا أحب أن أتوجه بالشكر للجالية المصرية والعربية على هذا الدعم الكبير الذي قدموه لنا طوال هذه السنوات وهذه المسيرة التي دخلت عامها الأربعين، كما أحب أن اوجه الشكر كل الشكر لجميع العاملين معنا في هذه المؤسسة على كل ما بذلوه من جهد في سبيل تحقيق النجاح وتقديم الخدمة الأفضل لعملائنا الكرام.
س: هناك شائعات عن أنك قمت بشراء بعض مصانع المنتجات الغذائية لتطويرها وتطوير منتجاتها لتكون في خدمة سلسلة محلات أدونيس، وأنا اتكلم هنا عن مصنع ماري كعدة للأجبان وغيره؟
ج: لا أنا لم أقم بشراء هذا المصنع ومن قام بشراء مصنع ماري كعدة أخي خليل شعيب لأنني قررت الحصول على فترة سنة راحة بعيداً عن العمل أقضيها مع زوجتي وأولادي تكون من خلال جولة خارجية في عدة دول قبل أن أقرر العودة للعمل مرة أخرى، خاصة والمبلغ المدفوع من قبل إدارة مترو لشراء حصتنا في مجموعة أدونيس كانت بثمن جيد ويتيح لي الحصول على قسط من الراحة للاهتمام بشئون أسرتي وأولادي الذين قاربوا على إنهاء مراحل التعليم النهائي الجامعي.
س: هل تفكر أثناء هذه الفترة من تسجيل مسيرتك الناجحة من خلال كتاب يفيد أو تستفيد منه الأجيال الحالية أو التالية من المهاجرين إلى كندا؟
ج: كثير معقول وواضع هذا من ضمن أولوياتي وربما يكون هذا بعد فترة ليست ببعيدة إن شاء الله.
س: بماذا ينصح جميل شعيب شباب المهاجرين القدامي أو الجدد من واقع تجربته مع مراعاة اختلاف التوقيب؟
ج: حتى مع اختلاف الوقت توجد في الحياة «المجازفة» ، وإذا لم تتوافر للشخص القدرة على المجازفة يبقى في مكانه بدون تحقيق أي تقدم، وهذا لا يعني إلقاء نفسك في النار وإنما أقصد من المجازفة هو عدم الخوف والتفكير السليم في اختيار العمل الذي يناسبه وبكل تأكيد يحبه حتى يستطيع أن يبدع فيه ويعالج كافة الأخطاء التي تعترض طريقه للوصول إلى النجاح المنشود وبدون المجازفة لا يمكن للشخص تحقيق النجاح سواء في الربح أو الخسارة، وكلها تقوم على الاحتمالات التي تحتاج للمجازفة ولأن يكون الشخص خلاّقاً مبدعاً بطبعه يبحث عن التميز وهذا ينطبق على كافة المهن، كما أن هناك دكتور متميز وصحفي متميز ومهندس متميز.
س: بمناسبة حديثك عن التميز في الصحافة والتميز عند صحفي عن غيره، هل ترى هذا التميز في جريدة الرسالة أم أنها مازالت تحتاج للكثير من العمل والمزيد من العطاء تحقيقاً لهذا التميز؟
ج: أنا بطبعي احترم جميع الصحف والوسائل الإعلامية المنتشرة وأكيد للرسالة مثل هذا التميز كما أنك صديق قديم أحبه وأعتز به واحترمه دائما.
س: هل تعتقد بأنه كان لنا دور في مساعدة العديد من المؤسسات للوصول إلى النجاح من خلال قيامنا بتعريف أبناء الجالية بهذه المؤسسات؟
ج: أكيد كان للصحف دوراً فعالاً في نجاحنا أنا شخصياً عندما أكون في أحد الفروع أقوم بجمع كل الموجود من الصحف الصادرة للإطلاع عليها حتى أتعرف من خلالها على كل ما يدور مع جميع الجاليات خاصة وهي المنفذ الدقيق لمعرفة كل ما يدور على الصعيد الجليوي أو الكندي بل يتعدى الأمر ذلك للتعرف على كل ما يقع في العالم وخاصة في أوطاننا الأم، والرسالة من أهم الصحف التي نجحت في القيام بهذا، وأنا من قراء الرسالة ومن المحبين لها ولما تقدمه.
س: قلت لي في احد الحوارات السابقة أنك من محبي القراءة ومن المهتمين بها ما هو تقديرك وتقييمك لغياب هواية القراءة عند الأجيال الجديدة؟
ج: أكيد الأشياء تتجه للامام فوالدي الله يرحمه لم يكن يفكر مثلما أنا أفكر وابني لا يفكر مثلما أفكر وهذا حال الدنيا لكن بالنسبة للقراءة فأنا أراها من ضرورات الحياة والذي لا يقرأ يكون في تقديري غير مكتمل إن لم تكن لديه اشياء اخرى يعوض بها غيابه أو انقطاعه عن القراءة ولكني وبكل تأكيد مع القراء والإضطلاع.
س: ما الذي يمكن أن تخص به الرسالة من خبر أو معلومة لم تصرح بها لأحد؟
ج: لا يوجد في حياتي شئ مخبأ لأني أعتمد الوضوح في كل شئ إلا إذا كنت تقصد من سؤالك التطرق لحياتي الخاصة وأيضا لا يوجد شئ مخبأ في حياتي الخاصة، الحمد لله سواء عند زوجتي أو عندي أو عند أولادي الشباب خاصة وحياتي العائلية أكثر من حلوة ومستقرة كتر خير الله !
س: جميل شعيب الإنسان هل يمكن أن يكلمني عن عائلته وإذا وافق على هذا ماذا يمكن أن يقول لي في هذا الخصوص؟
ج: أنا زوج وأب لثلاثة شباب هم بالترتيب جورج، أندرو، وجوي، جميعهم في المراحل الجامعية النهائية وتقريباً سوف يعملون ويهتمون في تنمية وتطوير بعض العقارات التي تخص الأسرة إن شاء الله.
س: ما هو السؤال الذي كنت تحب أن أوجهه لك ولكني لم أفعل؟
ج: أعتقد أنك مررت على كل شئ يمكن السؤال الوحيد الذي لم تمر عليه هو مستقبل جميل شعيب الإنسان بدون أدونيس؟
س: دعني أوجهه إليك بصياغة أخرى وهي كيف ترى مستقبل جميل شعيب الإنسان بدون أدونيس؟
ج: أدونيس طبعاً موجود دائما في فكر وحياة جميل شعيب الإنسان وسيظل كذلك خاصة وأنا شخص مرتبط بعملي وأحبه والعمل مرتبط بي أيضا ولكن حياتي كثير سهلة وغير معقدة كذلك أنا كثير سهل وغير معقد بتعامل مع الأمور بكثير من السلاسة والسهولة ولا أحب التعامل أو التساهل مع الذين يكذبون أو يسرقون.
س: هل صادفك هذه النوعية من البشر في العمل على وجه الخصوص؟
ج: طبعاً صادفت ذلك كثيراً وكنت لا أتساهل مع ذلك ولكن أقول الحمد لله أن كل من كان حولي هم من خيرة الناس سواء من حيث الأخلاق أو من حيث الأمانة، وأنا أثق بهم كثيراً وهذا كان من أهم عوامل النجاح، فأختيار الناس الذين حولك من أهم عوامل تحقيق النجاح والحمد لله، نجحت في التخلص من كل من وجدت فيه أنه غير آهل بثقتي وحافظت بكل جهدي على الذين تمتعوا بثقتي وكانوا أهلاً بها وأنا من هنا أحب أن أتوجه لهم جميعاً بكل الشكر والتقدير على عطائهم المتميز ووقوفهم الدائم معي هذا من الناحية العملية، أما من الجانب الشخصي والعائلي فأنا مدين لزوجتي بهذا النجاح لأنها تحملتني في كل حالاتي المزاجية ووفرت لي ومازالت كل سبل الراحة التي ساعدتني على التركيز في عملي، وأنا من محبي ممارسة الرياضة خاصة لعب الجولف والسفر والصيد والسباحة في البحر كما احب الجلوس مع أسرتي وقضاء أوقات سعيدة معهم في جو أسري سواء من خلال جلسة العشاء العائلي وأحيانا أحب أن أخذ كأس معهم وقضاء بعض الوقت في الحديث عن كل ما يتعلق بالأسرة والعائلة، والآن أصبحت أعطي المزيد من الوقت لأسرتي ولعائلتي وهذا هو جميل الإنسان الذي يحب زوجته وأسرته وجميع أفراد عائلته.
س: هل هناك أي إضافة؟
ج: أتمنى من الله ان يمد في عمري حتى استطيع أن أعوض زوجتي عن كل ما تحملته من مسئوليات أثناء انشغالي بالعمل.
س: ما هي المواصفات التي يجب توافرها في مديرة مكتبك؟ ج: أن تفهم على بالإشارة وأن تعرف كيف تختصر من كل ما يمكن أن يذهب بوقتي سدى. لذا هي سوف تكون معي حتى بعد خروجي من أدونيس، خاصة وهي تفهم كيف أفكر، وماذا أريد قبل أن أطلب منها أي شئ وتحظي على كامل ثقتي.
أخيرا وليس أخراً أحب أن أتوجه لك استاذ جميل في ختام هذا الحوار بكل الشكر والتقدير على هذا اللقاء واتمنى لك دوام التوفيق في حياتك العائلية وفي مشاريعك العملية المستقبلية مع خالص امنياتي لك بموفور الصحة والسعادة والهناء.