عملت كمستشار سياحي في جنوب افريقيا والهند وكوريا الجنوبية واليابان قبل أن اتولى مهام منصبي الحالي!
السياحة قاطرة التنمية الحقيقية في مصر المستقبل!
اجرى الحوار: كريستين رياض
مع الاهتمام المتزايد والمستمر للدولة بقطاع السياحة المصرية على اعتبار أنها تمثل أحد أهم روافدها لتوفير العملة الصعبة لتمويل القطاع السياحي وغيره من القطاعات والمشاريع التنموية الهامة والملحة والضرورية التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري نحو مزيد من التنمية المجتمعية واستقرار السوق كان لابد لي من أن ألتقي بأحد المسئولين عن تنشيط قطاع السياحة المصرية من خلال حوار صريح صادق اخترنا أن يكون مع الأستاذ / سامي محمود رئيس الهيئة العامة لتنشيط السياحة المصرية في جمهورية مصر العربية والذي استقبلنا في مكتبه في مقر الهيئة بكل ترحاب حيث دار الحوار التالي :
أستاذ سامي محمود بداية دعني أرحب بك على صفحات جريدة الرسالة الكندية المصرية التي تصدر وتوزع في كل من كندا ومصر راجياً من سيادتك القيام بتعريف نفسك لقراء الرسالة الأعزاء في مصر و كندا
ج- أولاً أحب أن أشكرك على حضورك واهتمامك الحقيقي والجاد وسعيك المستمر لمساعدة مصر في استعادة مكانتها السابقة بين مصاف الدول السياحية الكبرى في العالم خاصة بعد العمل الإرهابي الخسيس الذي استهدف الطائرة الروسية في صحراء سيناء بجمهورية مصر العربية .
أما عن نفسي فأنا سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة عملت كمستشار سياحي لمصر في 4 دول هي جنوب أفريقيا والهند وكوريا الجنوبية واليابان قبل أن أتولى مهام منصبي الحالي في الأول من يناير 2015 وأنا متزوج وأب لشاب و شابة كلاهما متزوج .
س– ما هو معيار اختيارك من قبل الدولة لشغل هذا المنصب الحساس ؟
ج- أنا أحد أبناء الهيئة وعملت بها منذ العام 1983 في الهيئة وتدرجت في كافة الوظائف إلى أن وصلت إلى رئاستها وأنا اعتز بأني أحد أبناء الهيئة والهيئة تؤدي رسالة مهمة في ظل الظروف والمعوقات التي تحيط بها
س– بصفتك المهنية وبحكم منصبك الحالي كيف ترى إمكانية تنشيط السياحة المصرية وسط هذه المعوقات والظروف الصعبة التي ذكرتها في حديثك منذ قليل طبعاً أنا أقصد هنا التنشيط بشقيه الخارجي والداخلي؟
ج- شوف حضرتك لقد كنا نسير بمعدلات جيدة جداً في هذا الصدد وذلك حتى سنة 2010 التي كانت بمثابة سنة الذروة في السياحة المصرية و حققنا تقريباً 14.7 مليون سائح بقيمة إجمالية تقدر ب 12.5 مليار دولار ثم جاءت ثورة 25 يناير وتلتها ثورة 30 يونيو ما أثر بشكل كبير جداً ومباشر على قطاع السياحة وأدى إلى انخفاض أعداد السياح في نهاية عام 2014حتى وصل إلى 9,9 مليون سائح بقيمة إجمالية 7,2 مليار دولار ومع بداية عام 2015 كانت معدلات الزيادة في النصف الأول من العام وحتى شهر مايو تحديداً جيدة ووصلت تقريباً14% شهرياً ولكن بدءاً من شهر يونيو 2015 ونتيجة الأحداث الداخلية والخارجية بدأت المعدلات في التراجع مرة أخرى في حركة السياحة المصرية حيث مررنا بظروف سيادتك تعلمها تماماً منها حادث اغتيال الشهيد الجليل السيد النائب العام تلاها الحادث الإرهابي الذي تعرض له السياح في معبد الكرنك ثم حادث الاعتداء الآثم على القنصلية الايطالية ومنه للحادث الأليم الذي تعرض له بعض المكسيكيين في الواحات وأخيراً الحادث الأليم التي تعرضت له الطائرة الروسية المنكوبة في صحراء سيناء كل هذه العوامل وهذه الحوادث الداخلية علاوة على الحوادث الإرهابية التي وقعت في دولة تونس الشقيقة وصولاً إلى الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس خلقت شعور من الخوف والقلق لدى السائح بصفة عامة الذي أدرك بأنه المستهدف في كل مكان على مستوى العالم .
وهذا كله كان له أسوأ الأثر على الحركة السياحية خاصة عندما منعت أكبر دولتين مصدرتين للسياحة لمصر وهما روسيا في المقام الأول تليها المملكة المتحدة بريطانيا مواطنيها من السفر لمصر خاصة إلى شرم الشيخ والغردقة ما أدى إلى حدوث انخفاض كبير تجاوز 60% خلال فترة الذروة التي كنا نعتبرها المنفذ لزيادة أعداد السائحين خلال العام المنصرم 2015 …والسؤال هنا ما الذي نقوم به للخروج من هذا المأزق وأنا أعتبره مأزق كبير لم تتعرض له مصر من قبل … حيث كان الأمر في السابق مجرد حوادث إرهابية متفرقة خلال الـ 15 عاماً الأخيرة ويمكن معالجتها بسرعة أمنياً وسياسياً أما حالياً فالوضع مختلف حيث المنطقة بأكملها مشتعلة وسيادتك تعلمين الوضع الحالي في ليبيا و العراق وسوريا واليمن من داعش وأخواتها مما أساء لسمعة المنطقة بأكملها (منطقة الشرق الأوسط) الذي يدخل تصنيف مصر ضمنها على أنها أماكن غير آمنة ومرتع للإرهابيين، هل تعلم مثلاً ماذا يحدث في سيناء من عمليات عسكرية ؟ وما الذي نقوم به لتجاوز هذه الأزمة ؟
نحن نعمل على أربعة محاور المحور الأول هو محور السياحة الداخلية حيث يمكن أن تحل جزء من المشكلة ولكن لايمكن بأي حال من الأحوال أن تحل كل المشكلة لأننا بحاجة دائمة للعملات الصعبة ولكن هي تساعد في حل جزء من المشكلة من خلال مساعدة الفنادق على الاستمرار ودفع رواتب العاملين فيها حتى لا تضطر إدارات هذه الفنادق للتخلص منهم فتزيد من نسبة وحجم البطالة وعليه قمنا بعمل مبادرة تحت عنوان “مصر في قلوبنا” بدعم مباشر من هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة مبادرة تعمل على معدلات جيدة لشرم الشيخ والغردقة ونويبع والأقصر وأسوان وحتى 31 مايو 2016، الجزء الثاني يتمحور حول أنشطة علاقات عامة من خلال احدى شركات العلاقات العامة الدولية من أجل تحسين صورة مصر والسياحة المصرية في الخارج مهمتها توصيل رسائل ايجابية للخارج أن مصر آمنة وليست بهذا السوء وأنها دولة مستقرة ويمكن للسائح أن يستمتع فيها في هذا الوقت وذلك من خلال استضافة مجموعة من الإعلاميين المعروفين أو من خلال تواصلنا المستمر واليومي مع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية المختلفة
– أما المحور الثاني فيتركز حول السياحة العربية حيث يوجد تعاطف كبير من بعض الدول العربية الشقيقة وخاصة دول الخليج لدعم مصر في هذا الوقت العصيب من خلال توافد الأشقاء العرب على مصر خلال إجازات الأعياد والعام الدراسي للاستمتاع بطبيعة المناخ المصري المعتدل بعد ذلك يأتي الاهتمام بسياحة الجذور والمقصود به الجيل الثاني والثالث من أبناء المصريين المهاجرين والمقيمين في الخارج وهذا جزء مهم جداً لو استطعنا نقل الرسالة بأن مصر آمنة خاصة ولدينا وزيرة قمة في النشاط الوزيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة والمصريين في الخارج التي تهتم بمناشدة المصريين لزيارة مصر ودعم السياحة المصرية مع أصدقائهم ومعارفهم من المصريين و العرب ومن غير المصريين بالطبع ، أما المحور الأخير الذي نعمل عليه فيتمحور حول إطلاقنا لحملة دعائية مباشرة من خلال بعض الشركات الدولية للدعاية والإعلان عن مصر من خلال التلفزيون والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منتشرة بكثافة مع رخص التكلفة بالإضافة للإعلانات الخاصة بالمولات الكبيرة ولافتات الشوارع الكبرى والمواصلات إلى آخره من أدوات يمكن أن تغير من الواقع الصعب الذي تواجهه السياحة المصرية في الوقت الراهن مع علمنا بأنها سوف تستغرق بعض الوقت لكي تؤتي ثمارها المرجوة خاصة مع استمرا تردد السائح في التوجه لدول المنطقة ولمصر خاصة ولديه انطباع حالياً بأن المطارات المصرية غير مؤمنة بالصورة الصحيحة وهو ما يتنافى مع الواقع خاصة بعد استعانة الأجهزة الأمنية للدولة بفرق أجنبية لتطوير المنظومة الأمنية في المطارات المصرية حيث أعلن السيد رئيس الوزراء عن نية الحكومة للتعاقد مع شركة أجنبية ضمن شركات الأمن المتخصصة التي ستقوم بمراجعة كافة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية بدءأ من مطار القاهرة وشرم الشيخ وباقي المطارات المصرية بحيث تكون الإجراءات الأمنية المتبعة على أعلى درجة مثلها مثل كافة المطارات العالمية الكبرى في جميع دول العالم ولكي نعطي رسالة اطمئنان للجميع ، للسائحين وأيضاً المصريين بأن البنية المصرية الأمنية في مصر جيدة .
س– كيف يمكن تنشيط السياحة في الوقت الذي لا تتم فيه تنمية حقيقية للأدوات المرافقة لعملية التنشيط السياحي؟
ج- أنا أتفق معك تماماً في هذه الجزئية لأن الصراع التنافسي الآن لم يصبح على المنتج السياحي، حضرتك تذكر من أكثر من 30 عاماً كان التنافس على القطاع السياحي على مستوى العالم لا يزيد عن 25 دولة ، اليوم نتكلم عن أكثر من 120 دولة فإذاً هناك منتج مطروح ولكن المنافسة أصبحت على نوعية الخدمات التي تقدم للسائح … ولدينا منتج سياحي متميز جداً على كافة المستويات من ثقافي وترفيهي أو من شواطئ وفنادق ولكن في نفس الوقت لدينا بعض المشاكل التي يجب أن نتخلص منها بأسرع وقت ممكن منها مشكلة الطرق وحوادث الطرق ويأتي تصنيف مصر فيه على أنها من أكبر الدول التي تعاني من حوادث الطرق ما يلزمنا بتحسين شبكات الطرق والحكومة تعمل على ذلك بالفعل هذا بالإضافة لمشكلة التلوث البيئي التي لا بد من إيجاد حل سريع لها بالإضافة لمشكلة المرور والتكدس و مشكلة نظافة الطرق إلى آخره مع العمل المستمر لتنمية الوعي السياحي لدى المواطن المصري وإدراكه لأهمية هذا القطاع في إطار المنظومة العامة للتنمية في الدولة ولا يفوتني هنا مشكلة التحرش الجنسي التي أصبحت تسيء لاسم مصر و السياحة المصرية بكل تأكيد وتتطلب حل قانوني وأمني حاسم وحازم ورادع في آن واحد حتى لا نسمح بتشويه صورة و سمعة مصر في الخارج وهو ما دفع بالدولة لطلب عاجل بإعادة وسرعة تشكيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسة السيد رئيس الجمهورية حتى يلزم كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية في الدولة بتحمل مسؤولياتها في هذا الملف بصورة منظمة و في إطار من التعاون الجاد فيما بينها حيث يحاسب المسئول المقصر بهذا الخصوص فور إثبات تقاعسه أو تقصيره في أداء واجبه الوطني المنشود والمأمول في هذا القطاع الحيوي والهام وتطبيق القانون شيء مهم جداً وخاصة ونحن نحترم القانون في أي دولة في العالم نذهب إليها فمن باب أولى أن نحترم القانون في بلادنا وعلى كافة الوسائل الإعلامية من مرئية أو تحريرية المساعدة في هذا الإطار الهام لعملية التنمية في الدولة، والسياحة في تقديري هي قاطرة التنمية الاقتصادية في مصر ويمكن هنا أن أعطي لسيادتكم مجموعة أرقام بسيطة يمكن من خلالها التعرف على مدى أهمية القطاع السياحي الذي يمثل 11,3% من الناتج القومي أي حوالي 20% من العملات الصعبة بخلاف أن من يعمل في قطاع السياحة بصورة مباشرة و غير مباشرة حوالي 4 مليون مواطن بمتوسط 4 أفراد للأسرة بإجمالي 16 مليون شخص يعيشون على هذا القطاع الهام إذاً كل المؤشرات تقول أن هذا القطاع يشكل مستقبل مصر.
س– ماذا تقول للمصريين في الخارج بكلمتين؟
ج- أنتم سفراء مصر في الخارج وعليكم مساعدة مصر في وقت الرخاء ووقت الشدة .
س– وماذا تقول للمصريين في الداخل ؟
ج- أقول لهم عليكم إعطاء صورة ايجابية للسائحين والزائرين لأنكم أبناء أول وأكبر وأعظم حضارات الأرض (الحضارة الفرعونية ) .
إلى هنا عزيزي القارئ انتهى حواري مع السيد الأستاذ سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة في جمهورية مصر العربية متمنياً لسيادته التوفيق وللسياحة المصرية النجاح في الخروج من مأزقها الراهن إلى بر الازدهار والاستقرار و الأمن والأمان .