بقلم: هديل مشلح
لقد أصبح شهر رمضان موسماً لتزاحم المسلسلات عن طريق الإتخام وفي كل عام تتزايد أعداد المسلسلات عن السنة السابقة باستمرار وفي هذه السنة فاق عدد المسلسلات العربية الخمسين مسلسلاً بين دراما اجتماعية و كوميدية وتاريخية و التي لم تعد تمس الواقع بشيء ولم تعد تراعي حرمة هذا الشهر واعتاد الصائم في هذه المسلسلات على مشاهد العري والرقص والمشروبات الكحولية وأصبحت الراقصات وفنانات الدرجة العاشرة بطلات للمسلسلات لزيادة نسبة المشاهدة
كما تزداد أعداد الإعلانات التجارية بنسبة تتجاوز المعقول بين إعلانات المنتجات الصحية والغذائية وبين إعلانات التبرعات للجمعيات والمستشفيات .
لقد حصرت القنوات التلفزيونية شهر رمضان بالمسلسلات والإعلانات التجارية فقط بينما هو شهر للعبادات والعتق من النار، لم نعد نشاهد البرامج الدينية ولا أوقات خاصة لبث القرآن الكريم حيث أن هذا الشهر الكريم أصبح لجني الأرباح لتغطية نفقات سنة كاملة لهذه القنوات .
لو حسبنا ميزانية هذه المسلسلات في هذا الشهر فقط لوجدنا أنها تتجاوز ميزانية دولة .. ولو أن ميزانية مسلسل ضخم وزع على حي فقير لأغناه .
و لو أن الممثلين في إعلان لشبكة المحمول استغنوا عن أجرهم لصالح مستشفى مرضى السرطان أو القلب أو لإنشاء مدرسة أو تطوير حي من الأحياء الفقيرة كان أصبح بالفعل شهراً للخير.
في رمضان تزداد الأسعار بنسبة كبيرة ويزداد الاستهلاك وتزداد الإعلانات .
وفي ظاهرة جديدة نجد أن الجميع أصبح يؤجل أعماله إلى ما بعد شهر رمضان وكأن هذا الشهر لا يصلح إلا للأكل ومشاهدة المسلسلات على طول اليوم وهنا نجد تقصير الإعلام في التوعية .
و مع أن هناك مطالبات باحترام هذا الشهر وهي في ازدياد مستمر إلا أن المنتجين والقنوات التلفزيونية مصممة على تكرار نفس البرنامج السنوي وباستمرار و لكنها تزيد سنة عن الأخرى عدد هذه المسلسلات وعدد الفواصل الإعلانية .
من هو المسؤول عن هذه الفوضى السنوية والدراما التي لم تعد تمثل الواقع لا من قريب ولا من بعيد , أين هي روح شهر رمضان ضمن هذه الفوضى؟؟