بقلم: يوسف زمكحل
لم يعد الإرهاب مقتصراً على بلد بعينه بل أخذ يمتد حتى شمل أغلب دول العالم وهو في غالب الأمر يكون موجهاً ضد أتباع بعض كيانات دينية أو سياسية معينة والجدير بالذكر ان المسيحيين على وجه الخصوص قد عانوا منه بسبب استهداف الجماعات المتطرفة لهم وأيضاً الإسلام في الوقت الراهن قد نال نصيب من هذا الإرهاب . ويقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان أن تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم للحصول على مكاسب ولتنفيذ أهداف سياسية ووصف الكاتب الإرهاب بأنه العنف المتعمد التي تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ويهدف عادة للتأثير على الجمهور (الشعب) . والعمل الإرهابي هو عمل قديم يعود بنا بالتاريخ مئات السنين ففي القرن الأول وكما ورد في العهد القديم أقدمت جماعة من المتعصبين على ترويع اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني للمناطق الواقعة على شرق البحر المتوسط ولا ننس حقبة الثورة الفرنسية الممتدة من عام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون بفترة الرعب فقد كان الهرج والمرج هو طبيعة تلك الفترة إلى درجة وصف إرهاب تلك الفترة بالإرهاب الممول من قبل الدولة فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب بل طال الرعب الشريحة الأرستقراطية الأوروبية عموماً . ويرى البعض من أحد الأسباب التي تجعل الشخص إرهابيا أو مجموعة ما إرهابية هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من أحداث التغيير بوسائل مشروعة كانت اقتصادية أو سياسية أو عن طريق الاحتجاج او الاعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير ويرى البعض أيضاً أن بتوفير الأذن الصاغية لما يطلبه الناس سواء أغلبية أو أقلية من شأنه أن ينزع الفتيل من حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية . وأهم العمليات الإرهابية على مدى التاريخ – عام 1946 – تفجير فندق الملك داوود ونفذته عصابات صهيونية مستهدفة المندوب السامي البريطاني في فلسطين 1948 – مذابح ضد المدنيين في دير ياسين وقانا بواسطة العصابات الصهيونية “ هاجاناه “.1981- أغتيال الرئيس السادات في احتفالات 6 أكتوبر من قبل الجماعات الإسلامية .1988 – تفجير طائرة بان آم فوق سماء لوكربي من قبل عملاء ليبيين .1991 عمليات إرهابية في جنوب شرق أسيا ( الفلبين) من قبل جماعات أبو سياف . وعام 1995 – تفجيرات في مترو طوكيو باليابان ومدينة أوكلاهوما الذي استهدف مبنى فيدرالي بأمريكا . 1996- تفجيرات أبراج الخبر في السعودية ومذبحة الأقصر من قبل الجماعات الإسلامية وراح ضحيتها عشرات السائحين .2001 – أحداث سبتمبر والتي دمرت أعلى برجين وخلفت نحو3000 قتيل من شتى دول العالم وتكبد العالم خسائر تقدر بمليارات الدولارات . ولم ننس تفجيرات مدريد ولندن وكنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ببغداد وكنيسة القديسين في مصر وأحداث جريدة شارل أبدو ومسرح باتاكلان بباريس وانفجارات اسطنبول وسيناء في جنوب مصر وحرق الطيار الأردني حياً ومقتل 21 من الأقباط ذبحا على يد تنظيم داعش الذي خرج علينا في السنوات الأخيرة وأحتل أجزاء من العراق وسوريا وليبيا ويقوم بعمليات ذبح وإعدام وقتل جماعي . والغريب أن العالم مهتم جداً بالبحث عن الإرهابيين ولا يبحث عن الممول والداعم الحقيقي للإرهاب والذي يموله بالبشر والعتاد والسلاح الحديث .