بقلم: كلودين كرمة
هو الوقت المفضل فى السنة لانه بمثابة الشعلة التى تكسر وحشة الظلام وتثير البهجة فى النفوس وتمنح السلام وتسكب الفرح وتشيع البهجة للجميع دون تفرقة او تمييز ؛ فالكل مدعو للمشاركة والكل يحتفل معا والجميع يبادرون بالتهنئة بالعام الميلادى الجديد ويسرعون لتزين بيوتهن بالزينة اللائقة بهذه المناسبة التى تحوى فى مضمونها الكثير من الثقة والرجاء و المحبة.. وكأنهم يتناسون احزانهم وهمومهم ويعيدون تجميل لوحة بهتت الوانها من كثرة التراب المتراكم عليها .. فبجهد وعزم شديد ينفضون الغبار عن حياتهم ويعملون على اظهارها فى ابهى صورة آملين فى مسقبل مبشر وحياة تنبض على ايقاع يميزه الاتزان ويحميه الثبات على نمط مبهج للنفس يحميها من هجمات الاكتئاب والحزن .
اننا فى هذه الفترة الانتقالية التى تمر بها البلاد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى ومحاولة الاصلاح من حالة الدمار الشامل فى جميع الميادين وانتشار الفساد والتعصب واستغلال السلطة وسياسة القمع والخنوع والكثير من الصفات الرديئة التى تفشت منذ ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ؛ الا اننا مازلنا نعانى من الاثار السلبية ، نتاج ما تم نهبه من خيرات البلاد ، واثقل ما نتحمله من العواقب الوخيمة هو غلاء المعيشة فى المأكل والملبس والعلاج والتعليم حتى فيما يخص مستلزمات الاطفال… وفرض الضرائب بأثر رجعى وعدم زيادة المرتبات ، فهذا من شأنه ان يزيد من حالة الاكتئاب والقلق فى تأمين المستقبل …بالاضافة لذلك استمرار حرق وهدم الكانئس واغتيال الاقباط رغم تصريحات سيادة الرئيس من اننا كلنا ابناء وطن واحد وشركاء فى بناء حضارة هذه البلاد ..وبرغم فرض الحراسة ومحاولة تأمين الكنائس فان ايادي الارهاب الآثمة تخترق الاجهزة الأمنية وتمتد حتى تزهق ارواح الابرباء..ومن المحاولات التى اثارت انتباهنا فى تأمين الكنائس لاستقبال اعياد الميلاد انه تم وضع اعلام مصر حول مداخل الكنائس لعلها تمنع البعض من أن يتجرأ على ان يلحق الاذى وأن يشعر (اذا كان غير مغيب) انهم يطعنون مصر فى الصميم ويدمون قلبها.
ومع ذلك فإننا دائما يوجد فى قلوبنا رجاء زرعه فينا معلم الاجيال البابا شنودة الثالث باقواله الحكيمة “ ان صادفتك الضيقة اجعل ربنا بينك وبينها فتختفى هى ويبقى الله “
فليملأ الرب قلوبنا دائما بالرجاء والايمان والمحبة “ولكن اعظمهن المحبة “ وبمناسبة هذه الايام التى نعيد الاحتفال بها سنويا ولكنها فى كل مرة تزرع فينا املاً جديداً وتملأنا بالسلام لتتغلب المحبة على البغض وحب الانتقام وبكثرة الضيقات لا نضعف لاننا نرى يد الرب تعمل بقوة وان تأنى لكنه لا ينسى ولا يترك اولاده دون حماية ولا خليقته دون رحمة ولا عباده دون مغفرة فهو رب السلام والمحبة .. وكل عام والجميع بخير وسلامة.