بقلم: عادل عطية
في ذكرى المولد النبوي، لدى إخوتي المسلمين، أحاول أن أجد إجابة، عن التساؤل: لماذا نحوًل مناسباتنا، وأعيادنا إلى تظاهرة من: كعك، وبسكويت، وحلوى؟!.
أتأمل حكاية الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي ـ وكم من قادة يدّعون إنهم يحكمون باسم الله، بل وبأمره، فيأمرون هم بما لم يأمر الله به، فيظن الناس أن أمرهم هو تماماً أمر الله، وباسمه، وتصبح طاعتهم طاعة مُلزمة، ومقدسة! ـ، ذلك الحاكم الذي في عهده، منع وحرّم على الأهالي: إقامة الزينات، والأفراح، والزواج، إلا في هذه المناسبة المعتبرة!
المؤلم ان تتحوّل الطاعة المفروضة علينا، إلى طقوس، يتم ممارستها بإرادة حرّة!
فعندما رأى صانعو الحلوى، خروج الحاكم، في هذه المناسبة الدينية، على حصانه، بصحبة إحدى زوجاته، وهي في أجمل وأبهى طلة، ابتكروا حلوى، تمثل الحاكم على جواده، وأخرى تصوّر عروساً على صورة زوجته، وزينوها، وألبسوها ثياباً مبهجة!
وهكذا في كل عام يصنعون عروساً، وحصاناً من حلوى!
وهكذا نحن نفعل!
فهل العروس، والحصان، يرمزان..
.. لأحلام جميلة لشعب يرنو دائماً إلى الأفراح المتمثلة في عروس تقف مزهوة بجمالها وأناقتها، واضعة يديها في خصرها، أو رافعة إحدى يديها لتلقى إليهم بالسلام، متمنية أن يديم الله عليهم الاحتفالات؟!
.. وللأمل، وهم يتأملون الحصان، منتظرين فارساً نبيلاً، يسعى إلى تحقيقها، و يستعيد لهم: ذكريات الفروسية، والرجولة، والشجاعة، والشهامة؟!
.. أم لوعود كاذبة لحاكم، يحفرها بسطوته، وجبروته، وخيلائه؟!
.. أم هما تعبيران، عن خنوع شعب يبتلع أوامر مرارة حكامه في قطع من حلوى؟!
وعندما نمارس إلى هذا اليوم، مثل هذه العادة، التي صارت جارية، وصارت مقدسة، فهل يعني ذلك:
.. أننا استمرأنا تجميد أحلامنا في قوالب من حلوي؟!
.. أم أن أوامر الحكام الطغاة، فقدت في حلقنا طعمها العلقم، وصارت بطعم الحلوى؟!
فإن هززنا رؤسنا بالإيجاب ـ وآمل أن تكون على استحياء منا ـ، فهذه هي نكبتنا التي لا عزاء بعدها!…